نفخٌ معه ريق لطيف، فبالنظر إلى النفخ قيل له: نفث، وبالنظر إلى التفل قيل

له: بصق. انتهى (?).

وقال في "التاج": "نَفَثَ يَنْفُثُ" بالضَّمّ، "ويَنفِثُ" بالكسر، نَفْثًا، ونَفَثَانًا،

محرّكة، وهو كالنَّفْخِ، مع رِيتي، كذا في "الكَشّاف"، وفي "النَّشْرِ": النَّفْث: شِبْهُ

النَّفْخِ، يكون في الرُّقْيَة، ولا رِيقَ معه، فإِن كان معه رِيقٌ، فهو التَّفْل، وهو

الأَصحّ، كذا في "العِناية"، وفي "الأَذكار": قال أَهلُ اللّغةِ: "النَّفْثُ": نَفْخٌ

لَطِيفٌ بلا رِيتي، و"النَّفْث": أَقَلُّ من التَّفْلِ؛ لأنّ التَّفْلَ لا يكون إِلّا ومعه شَي

من الرِّيقِ، وقيل: هو التَّفْل بِعَيْنِه، وعن بعضهم: النَّفْثُ: فوقَ النَّفْخِ، أَو

شِبْهُه، ودُونَ التَّفْلِ، وقد يكون بلا رِيقٍ، بخلاف التَّفْلِ، وقد يكون بريقٍ

خفِيفٍ، بخلافِ النَّفْخٍ. وقيل: النَّفْثُ: إِخْرَاجُ الرِّيحِ من الفَمِ بقليل من الرِّيقِ.

وفي "المصباح": نَفثَه من فَمِه نَفْثًا، من باب ضَرَب: رَمَى به، ونَفَثَ: إِذا

بَزَقَ، وبَعْضهُم يقول: إِذا بَزَقَ، ولا رِيقَ معه، ونَفَثَ في العُقْدَةِ عند الرُّقَى،

وهو البُصَاقُ الكَثِيرُ. انتهى (?).

(عَنْ يَسَارر ثَلَاثًا)؛ أي: ثلاث مرّات، (وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا)؛ أي: شرّ

هذه الرؤيا التي كرهها، (فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ") قال القرطبيّ عند قوله: "والحلم من

الشيطان": يعني به: ما يُلقيه مما يهوِّل، أو يخوف، أو يحزن به، وهذا النوع

هو المأمور بالاستعاذة منه؛ لأنَّه من تخييلات الشيطان، وتشويشاته، فإذا

استعاذ الرائي منه صادقًا في التجائه إلى الله تعالى، ونفث عن يساره ثلاثًا،

وتحوَّل عن جَنْبه كما أمره النبيّ -صلى الله عليه وسلم- هذا الحديث، وصلى؛ أذهب الله عنه

ما أصابه، وما يخافه من مكروه ذلك، ولم يصبه منه شيء ببركة صدق الالتجاء

إلى الله تعالى، وامتثال أوامر رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

وعلى هذا فيكون قوله: "فإذا رأى أحدكم ما يكره" إنَّما يعني به: ما

يكون سببه الشيطان. وقيل: بل الخبر بحكم عمومه يتناول ما يسببه الشيطان،

وما لا يسببه، مما يكرهه الرائي. ويكون فِعل هذه الأمور كلها مانعًا من وقوع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015