لأنه الذي يُخَيّل بها، ولا حقيقة لها في نفس الأمر (?).
(فَإِذَا حَلَمَ) بفتح اللام، من باب نصر: إذا رأى في منامه الرؤيا، ويقال:
احتلم أيضًا، ومنه حلَم الصبيّ، واحتلم: إذا بلغ مبلغ الرجال، وأما حَلُم
بمعنى صفح، وستر، فهو بضمّ اللام؛ ككرُم، حِلْمًا بكسر، فسكون (?).
(أَحَدُكُمْ حُلْمًا) بضمّتين، وبإسكان الثاني تخفيفًا.
وقال القرطبيّ: الْحُلْم- بضم الحاء، وسكون اللام- مصدر حَلَم- بفتح
الحاء واللام-: إذا رأى في منامه رؤيا، ويُجمع على أحلام في القلَّة، وفي
الكثرة: حلوم؛ وإنَّما جُمع، وإن كان مصدرًا لاختلاف أنواعه، وهو في
الأصل عبارة عما يراه الرائي في منامه حسنًا كان، أو مكروهًا، وأراد به
النبيّ -صلى الله عليه وسلم- هنا ما يُكره، وما لا ينتظم، على ما يأتي إن شاء الله تعالى.
فأمَّا الحِلم- بكسر الحاء-، فهو مصدر حَلُمَ- بضم اللام- يَحْلِمُ: إذا
صفح وتجاوز حتى صار له ذلك كالغريزة، وتحفم: تكثّف الحلم. والْحَلم-
بفتح الحاء- هو فساد الإهاب من الدباغ، وتثقيبه فيه. يقال منه: حَلِم الأديم-
بكسر اللام- يحلم- بفتحها-: إذا صار كذلك. انتهى (?).
وقوله: (يَكْرَهُهُ) من باب فَهِم، صفة لـ"حُلُمًا"، (فَلْيَنْفُثْ) بضمّ الفاء،
وكسرها، قال القاضي عياض رحمه الله: اختُلِف في التفل والنفث، فقيل: معناهما
واحد، ولا يكونان إلا بِريق، وقيل: يُشترط في التفل ريق يسير، ولا يكون في
النفث، وقيل عكسه.
وقال النوويّ: أكثر الروايات: "فلينفث"، وهو النفخ اللطيف، بلا ريق،
فيكون التفل، والبصق محمولين عليه مجازًا.
وتعقبه الحافظ بأن المطلوب طرد الشيطان، وإظهار احتقاره، واستقذاره،
كما نقله هو عن عياض كما مرّ، فالذي يَجمع الثلاثة الحمل على التفل، فإنه