كانتا جميعًا من خلق الله تعالى، وتدبيره، وبإرادته، ولا فِعل للشيطان فيهما،

لكنه يحضر المكروهة، ويرتضيها، وُيسَرُّ بها. انتهى (?).

وفي رواية عبد ربّه بن سعيد عن أبي سلمة الآتية: "الرؤيا الصالحة

من الله"، وفي لفظ للبخاريّ: "الرؤيا الصادقة من الله"، قال في "الفتح":

قوله: "الرؤيا الصادقة"، وفي رواية الكشميهنيّ: "الصالحة"، وهو الذي وقع

في معظم الروايات، وسقط الوصف من رواية أحمد بن يحيى الحلوانيّ، عن

أحمد بن يونس شيخ البخاريّ فيه، أخرجه أبو نعيم في "المستخرج" بلفظ:

"الرؤيا من الله"؛ كالترجمة (?)، وكذا في "الطب" من رواية سليمان بن بلال،

والإسماعيليّ، من رواية الثوريّ، وبشر بن المفضَّل، ويحيى القطان، كلهم عن

يحيى بن سعيد، ولمسلم من رواية الزهريّ، عن أبي سلمة (?)، ووقع في رواية

عبد ربه بن سعيد، عن أبي سلمة بلفظ: "الرؤيا الحسنة من الله"، ووقع عند

مسلم من هذا الوجه: "الصالحة"، زاد في هذه الرواية: "فإذا رأى أحدكم ما

يحبّ فلا يُخْبر به إلا من يُحِبّ"، ولمسلم في رواية من هذا الوجه: "فإن رأى

رؤيا حسنة فليَبْشُر، ولا يخبر إلا من يحب"، وقوله: "فليبشر"، بفتح التحتانية،

وسكون الموحّدة، وضم المعجمة، من البشرى، وقيل: بنون بدل الموحّدة؛

أي: ليحدّث بها، وزعم عياض أنها تصحيف، ووقع في بعض النسخ من

مسلم: "فليستر" بمهملة، ومثناة، من الستر.

وفي حديث أبي رزين عند الترمذيّ: "ولا يقصّها إلا على وادّ-

بتشديد الدال، اسم فاعل من الوُدّ- أو ذي رأي"، وفي أخرى: "ولا يحدّث

بها إلا لبيبًا، أو حبيبًا"، وفي أخرى: "ولا يقصّ الرؤيا إلا على عالم، أو

ناصح".

قال القاضي أبو بكر ابن العربيّ: أما العالِم فإنه يؤولها له على الخير،

مهما أمكنه، وأما الناصح فإنه يُرشد إلى ما ينفعه، وُيعِينُه عليه، وأما اللبيب،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015