وروى الفاكهيّ، وابن منده من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن الفارعة بنت

أبي الصَّلْت أخت أمية أتت النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأنشدته من شعره، فقال: "آمن شعره،

وكفر قلبه".

وروى ابن مردويه بإسناد قويّ عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال في

قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} [الأعراف: 175]،

قال: نزلت في أمية بن أبي الصلت.

ورَوَى من أوجه أخرى أنها نزلت في بلعام الإسرائيليّ، وهو المشهور.

وعاش أمية حتى أدرك وقعة بدر، ورَثَى مَن قُتل بها من الكفار، ومات

بعد ذلك سنة تسع، وقيل: مات سنة اثنتين، ذكره سبط ابن الجوزيّ، واعتَمَد

في ذلك ما نقله عن ابن هشام، أن أمية قَدِمَ من الشام على أن يأخذ ماله من

الطائف، ويهاجر إلى المدينة، فنزل في طريقه ببدر، قيل له: أتدري من في

القليب؟ قال: لا، قيل: فيه عتبة، وشيبة، وهما ابنا خالك، وفلان، وفلان،

فشَقّ ثيابه، وجَدَعَ ناقته، وبَكَى، ورجع إلى الطائف، فمات بها.

قال الحافظ: ولا يلزم من قوله: فمات بها أن يكون مات في تلك السنة.

وأغرب الكلاباذيّ، فقال: إنه مات في حِصار الطائف، فإن كان

محفوظًا، فذلك سنة ثمان، ولموته قصة طويلة، أخرجها البخاريّ في

"تاريخه"، والطبرانيّ، وغيرهما، ذكره في "الفتح" (?).

قال الشريد -رضي الله عنه- (قُلْتُ: ئَعَمْ) عندي من شِعره شيء كثير. (قَالَ) -صلى الله عليه وسلم-

("هِيهِ") -بكسر الهاء الأولى، وسكون الثانية للوقف- وهي: إيه التي

للاستزادة، وأبدل من الهمزة هاء، كما قد فعلوا ذلك في غير موضع، وهي

اسم لفعل الأمر الذي هو زِد، وهي مبنية على الكسر؛ لوقوعها موقع المبنيّ

الذي هو الأمر، وفي "الصحاح": إذا قلت: إيهِ يا رجل؛ فإنما تأمره بأن

يزيدك من حديثه المعهود، وإن قلت: إيهٍ -بالتنوين- كأنك قلت: هات

حديثًا؛ لأنَّ التنوين تنكير. انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015