قال ابن مالك -رحمه الله- في "خلاصته":

وَاحْكُمْ بِتَنْوِينِ الَّذِي يُنَوَّنُ ... مِنْهَا وَتَعْرِيفُ سِوَاهُ بَيِّنُ

وقال النوويّ -رحمه الله-: "هِيهِ"- بكسر الهاء، وإسكان الياء، وكسر الهاء

الثانية-، قالوا: والهاء الأولى بدل من الهمزة، وأصله: إيه، وهي كلمة

للاستزادة من الحديث المعهود، قال ابن السِّكِّيت: هي للاستزادة من حديث،

أو عمل معهودين، قالوا: وهي مبنية على الكسر، فإن وَصَلْتها نوَّنتها، فقلت:

إيهٍ حدّثنا؛ أي: زدنا من هذا الحديث، فإن أردت الاستزادة من غير معهود

نوّنت، فقلت: إيهٍ؛ لأن التنوين للتنكير، وأما إيهًا بالنصب، فمعناه الكفّ،

والأمر بالسكوت (?).

(فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا)؛ أي: قرأته عليه، (فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- ("هِيهِ")؛ أي: زدنا من

إنشاد شعره، (ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا) آخر (فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- ("هِيهِ")؛ أي: زدنا أيضًا، (حَتَّى

أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ) قال النوويّ -رحمه الله-: مقصود الحديث أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- استحسن

شعر أمية، واستزاد من إنشاده؛ لِمَا فيه من الإقرار بالوحدانية، والبعث، ففيه

جواز إنشاد الشعر الذي لا فُحش فيه، وسماعه، سواء شعر الجاهلية،

وغيرهم، وأن المذموم من الشعر الذي لا فُحش فيه، إنما هو الإكثار منه،

وكونه غالبًا على الإنسان، فأما يسيره فلا بأس بإنشاده، وسماعه، وحفظه.

انتهى (?)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث الشَّرِيد بن سُويد -رضي الله عنه- هذا من أفراد

المصنّف -رحمه الله-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنف) هنا [1/ 5871 و 5872 و 5873] (2255)،

و(البخاريّ) في "الأدب المفرد" (869)، و (الترمذيّ) في "الشمائل" (248)،

و(النسائيّ) في "الكبرى" (6/ 248) و"عمل اليوم والليلة" (998)، و (ابن ماجه)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015