قلت: نعم ... " الحديث (?).

(فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- ("هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَئءٌ؟ ") هكذا في

بعض النُّسخ "شيءٌ" بالرفع، وهو واضح، لأنه مبتدأ مؤخّرٌ، الظرف قبله؛ أي:

"معك"، و"من شعر أميّة" بيان مقدّم لـ"شيء"، ووقع في بعض النسخ: "شيئًا"

بالنصب، وله وجهٌ، وهو أن يكون مفعولًا لفعل مقدّر؛ أي: هل تنشدني شيئًا

معك، من شعر أمية؟

وقال النوويّ -رحمه الله-: هكذا وقع في معظم النسخ: "شيئًا" بالنصب، وفي

بعضها "شيءٌ" بالرفع، وعلى رواية النصب يُقدّر فيه محذوف؛ أي: هل معك

من شيء؟ ، فتنشدني شيئًا. انتهى (?).

[تنبيه]: أميّة بن أبي الصلت، واسم أبي الصلت ربيعة بن عوف بن

عقدة بن غِيَرة -بكسر المعجمة، وفتح التحتانية- ابن عوف بن ثَقِيف الثقفيّ،

وقيل في نسبه غير ذلك، أبو عثمان، كان ممن طلب الدِّين، ونظر في الكتب،

ويقال: إنه ممن دخل في النصرانية، وأكثر في شِعره من ذِكر التوحيد، والبعث

يوم القيامة، وزعم الكلاباذيّ أنه كان يهوديًّا، وروى الطبرانيّ من حديث

معاوية بن أبي سفيان، عن أبيه، أنه سافر مع أمية، فذكر قصته، وأنه سأله عن

عتبة بن ربيعة، وعن سنّه، ورياسته، فأعلمه أنه متصف بذلك، فقال: أزرَى به

ذلك، فغضب أبو سفيان، فأخبره أمية أنه نظر في الكتب أن نبيًّا يُبعث من

العرب، أظل زمانه، قال: فرجوت أن أكونه، قال: ثم نظرت فإذا هو من بني

عبد مناف، فنظرت فيهم، فلم أر مثل عتبة، فلما قلت لي: إنه رئيس، هانه

جاوز الأربعين، عرفت أنه ليس هو، قال أبو سفيان: فما مضت الأيام حتى

ظهر محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقلت لأمية، قال: نعم إنه لهو، قلت: أفلا نتبعه؟ قال:

أستحيي من نُسيّات ثقيف، إني كنت أقول لهنّ: إنني أنا هو، ثم أصير تابعًا

لغلام من بني عبد مناف.

وذكر أبو الفرج الأصبهانيّ أنه قال عند موته: أنا أعلم أن الحنيفية حقّ،

ولكن الشك يداخلني في محمد -صلى الله عليه وسلم-.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015