(قَالُوا) مِن هؤلاء السائلين: سُراقة بن مالك بن جُعْشم، رواه أحمد،
وابن ماجه، وابن حبان. (يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّ) بتقدير همزة الاستفهام، كما في
الرواية الأخرى؛ أي: أوَ إنّ (لَنَا فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ لأَجْرًا؟ )؛ أي: ثوابًا، قال في
"الفتح": قوله: "وإن لنا" هو معطوف على شيء محذوف، تقديره: الأمر كما
ذَكَرتَ، وإن لنا في البهائم؛ أي: في سقي البهائم، أو الإحسان إلى البهائم
أجرًا؟ (فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ) "الكبد" بفتح الكاف، وكسر الموحّدة،
ويجوز سكونها، وكسر الكاف، وسكون الموحّدة، رطبة برطوبة الحياة من
جميع الحيوان، أو لأن الرطوبة لازمة للحياة، فيكون كناية عنها، أو هو من
باب وَصْف الشيء باعتبار ما يؤول إليه، فيكون معناه في كل كبد حَرَّى لِمَن
سقاها، حتى تصير رطبة. انتهى (?).
وقال في "الفتح"؛ أي: في كل كبد حيّة، والمراد رطوبة الحياة، أو لأن
الرطوبة لازمة للحياة، فهو كناية، ومعنى الظرفية هنا أن يقدَّر محذوف؛ أي:
الأجر ثابت في إرواء كل كبد حيّة، والكبد يُذَكّر، ويُؤَنَّث، ويَحْتَمِل أن تكون
"في" سببيةً، كقولك: في النفس الديةُ، قال الداوديّ: المعنى في كل كبد حيّ
أجر، وهو عامّ في جميع الحيوان. انتهى.
وقوله: (أَجْرٌ") بالرفع مبتدأ قُدِّم خبره؛ أي: حاصل، وكائن في إرواء
كل ذي كبد حية، وَيحْتَمِل أن تكون "في" سببيةً، كقولك: في النفس الديةُ،
قال الداوديّ: المعنى في كل كبد حيّ، وهو عام في جميع الحيوان، قال
الأُبّيّ: حتى الكافر، ويدل عليه قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8)} [الإنسان: 8]؛ لأن الأسير إنما يكون في الأغلب كافرًا.
انتهى (?)، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المساله الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه: