وصوابه رَقِيَ، على وزن عَلِمَ، ومعناه: صَعِد، قال تعالى: {أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ} [الإسراء: 93]، وأما رَقَى بفتح القاف، فمن الرَّقْية، وليس هذا موضعه، وخَرَّجه

على لغة طيّء في مثل بَقِيَ يَبْقَى، ورَضِيَ يَرْضَى، يأتون بالفتحة مكان الكسرة،

فتقلب الياء ألفًا، وهذا دأبهم في كل ما هو من هذا الباب. انتهى (?).

قال في المصابيح: ولعل المقتضي لإيثار الفتح هنا إن صح: قصد المزاوجة بين

رقى وسقى، وهي من مقاصدهم التي يعتمدون فيها تغيير الكلمة عن وضعها الأصلي.

(فَسَقَى الْكَلْبَ) زاد عبد الله بن دينار، عن أبي صالح: "حتى أرواه"؛

أي: جعله رَيّانًا، (فَشَكَرَ اللهُ لَهُ)؛ أي: أثنى عليه، أو قَبِل عمله، أو جازاه

بفعله، وعلى الأخير فالفاء في قوله: (فَغَفَرَ لَهُ") تفسيرية، أو من عطف الخاصّ

على العام، وقال القرطبيّ: معنى قوله: "فشكر الله له"؛ أي: أظهر ما جازاه به

عند ملائكته، ووقع في رواية عبد الله بن دينار بدل "فغفر له": "فأدخله الجثة"،

وكذا في رواية ابن حبان (?).

وقال في "العمدة": قوله: "فشكر الله له" والشكر: هو الثناء على

المحسن بما أَوْلاه من المعروف، يقال: شكرته، وشكرت له، وباللام أفصح،

والمراد ههنا مجرد الثناء؛ أي: فأثنى الله تعالى عليه، أو المراد منه الجزاء؛ إذ

الشكر نوع من الجزاء؛ أي: فجزاه الله تعالى.

فإن قلت: إدخال الجنة هو نفس الجزاء، فما معنى الثناء؟ .

قلت: هو من باب عطف الخاصّ على العامّ، أو الفاء تفسيريّة، نحو

قوله تعالى: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 54] على ما فُسِّر به من أن

القتل كان نفس توبتهم.

فإن قلت: هذه القصة متى وقعت؟ .

قلت: هذه من الوقائع التي وقعت في زمن بني إسرائيل، فلذلك قال: إن

رجلًا، ولم يُسَمَّ. انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015