الأرض، وهما ثَرَيَان، وثَرَوَان، جَمْعه: أثراء. انتهى (?).
(مِنَ الْعَطَشِ) "من" تعليليّة؛ أي: إنما يأكل الثرى لأجل شدّة عطشه.
وقال في "العمدة": فإن قلت: "يأكل الثرى" ما محله من الإعراب؟
قلت: نَصْبٌ، إما حالٌ، من "كلبًا"، أو صفةٌ له، قال الكرمانيّ: قلت: لا
يجوز أن يكون حالًا؛ لأن الشرط أن يكون ذو الحال معرفةً، وههنا نكرةٌ، ولا
يجوز أيضًا أن يكون مفعولًا ثانيًا؛ لأن الرؤية بمعنى الإبصار. انتهى (?).
(فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبُ) ضَبَطه بعضهم بالنصب على أنه
مفعول "بَلَغَ"، وفاعله: "مثلُ الذي بلغ منّي"؛ يعني: أن الكلب أصابه مثلُ ما
أصابني، وضَبَطه بعضهم برفع "الكلبُ" على أنه فاعل "بلغ"، ومفعوله "مثلَ"؛
يعني: أن هذا الكلب قد بلغ مبلغًا مثلَ الذي بلغ مني (?).
وقال الزرقانيّ رحمه الله: و"مثل" ضَبَطه الحافظ وغيره بالنصب نعتًا لمصدر
محذوف؛ أي: بلغ مبلغًا مثلَ الذي بلغ مني، قال في "المصابيح": ولا يتعيَّن؛
لجواز أن المحذوف مفعول به؛ أي: عَطَشًا، وضَبَطه الحافظ الدمياطيّ وغيره
بالرفع، على أنه فاعل "بلغ"، فهما روايتان. انتهى (?).
(مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي)؛ أي: بلغ مبلغًا مثلَ الذي بلغ بي،
وزاد ابن حبان من وجه آخر عن أبي صالح: "فرحمه"، (فَنَزَلَ) الرجل (الْبئْرَ،
فَمَلأَ خُفَّهُ) في رواية ابن حبّان: "فنزع أحد خفيّه"، (مَاءً، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ)؛ أيَ:
أحدَ خُفَّيه الذي فيه الماء، وإنما احتاج إلى ذلك؛ لأنه كان يعالج بيديه ليصعد
من البئر، وهو يُشعر بأن الصعود منها كان عَسِرًا. (حَتَّى رَقِيَ) بفتح الراء،
وكسر القاف، كصَعِد وزنًا، ومعنًى، وذكره ابن التين بفتح القاف، بوزن مَضَى،
وأنكره، وقال عياض في "المشارق": هي لغة طيّء، يفتحون العين فيما كان
من الأفعال معتلّ اللام، والأول أفصح، وأشهر. انتهى.
وقال الزرقانيّ: رَقِي بفتح الراء، وكسر القاف، كصَعِد وزنًا ومعنًى،
ومقتضى كلام ابن التين أن الرواية رَقَى بفتح القاف، فإنه قال: كذا وقع،