"إِنَّ لِهَذِهِ الْبُيُوتِ عَوَامِرَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْهَا، فَحَرِّجُوا عَلَيْهَا ثَلَاثًا، فَإِنْ ذَهَبَ،
وَإِلَّا فَاقْتُلُوهُ، فَإِنَّهُ كَافِرٌ"، وَقَالَ لَهُمُ: "اذْهَبُوا، فَادْفِنُوا صَاحِبَكُمْ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ) الأزديّ البصريّ، ثقةٌ [9] (ت 206) (ع)
تقدم في "الإيمان"50/ 315.
2 - (أَسْمَاءُ بْنُ عُبَيْدِ) بن مُخارق، ويقال: مخراق الضُّبعيّ، أبو المفضّل
البصريّ، والدُ جُوَيْرِيَةَ، ثقةٌ [6].
رَوَى عن ابن سيرين، والشعبيّ، ونافع مولى ابن عمر، وأبي السائب
مولى هشام بن زُهْرة، وغيرهم.
وروى عنه شعيب بن الحبحاب، وهو أكبر منه، وابنه جُويرية، وجرير بن
حازم، وحماد بن سلمة، وعدّةٌ.
قال أحمد: هو من الرُّفَعاء، وقال ابن معين: ثقةٌ، وقال البخاريّ: مات
سنة (141)، وقال ابن حبان في "الثقات": كان مكفوفًا.
أخرج له البخاريّ في "الأدب المفرد"، والمصنّف، والنسائيّ في "اليوم
والليلة"، وليس له في هذا الكتاب إلا هذا الحديث.
والباقون ذُكروا في الباب، وقبل باب.
وقوله: (وَهُوَ عِنْدَنَا أَبُو السَّائِبِ) الظاهر أن هذا الكلام من مسلم، كما
مرّ في السند الماضي، ويَحْتَمِل أن يكون ممن فوقه، والمعنى أن السائب الذي
ذكره أسماء بن عُبيد هو أبو السائب، أخطأ فيه أسماء، ويَحْتَمِل أن يكون
السائب اسم أبي السائب، وتقدّم أنه قيل في اسمه: عبد الله بن السائب، والله
تعالى أعلم.
وقوله: (فَحَرِّجُوا عَلَيْهَا ثَلَاثًا)؛ أي: ثلاث ليال، بدليل الرواية السابقة
بلفظ "ثلاثة أيام"، أو يكون التقدير: "ثلاث مرّات"، والصواب الأول؛ جمعًا
بين الروايتين.
والتحريج: التضييق، ومنه الحديث: "اللهُمّ إِنّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ:
اليَتِيمِ والمَرْأَةِ"؛ أَي: أُضَيِّقُه، وأُحرِّمُه على من ظَلَمَهُمَا، وكذلك التَّحَرُّجُ، ومنه