شرح الحديث:

(عَنْ سَالِمِ) بن عبد الله (عَنْ أَبِيهِ) عبد الله بن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنهما- (عَنِ

النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-) أنه قال: ("اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ، وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ، وَالأَبْتَرَ) وفي رواية

البخاريّ: "عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه سمع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يخطب على المنبر يقول:

اقتلوا الحيّات، واقتلوا ذا الطُّفْيتين والأبتر". (وَذَا الطفْيَتَيْنِ) تثنية طُفية بضم

الطاء المهملة، وسكون الفاء، هو ضَرْب من الحيّات، في ظهره خطان

أبيضان، والطفية أصلها خُوص الْمُقْل، فشبّه الخط الذي على ظهر هذه الحية

به، وربما قيل لهذه الحية: طفية، على معنى ذات طفية، وقد يسمى الشيء

باسم ما يجاوره، وقيل: هما نقطان، حكاه القاضي، قال الخليل: وهي حية

خبيثة (?). (وَالأَبْتَرَ) هو مقطوع الذنب، زاد النضر بن شُميل: أنه أزرق اللون،

لا تنظر إليه حامل إلا ألقت، وقيل: الأبتر الحية القصيرة الذنب، قال

الداوديّ: هو الأفعى التي تكون قدر شبر، أو أكبر قليلًا.

وقوله: "والأبتر" يقتضي التغاير بين ذي الطفيتين والأبتر، ووقع في بعض

الروايات: "لا تقتلوا الحيّات إلا كل أبتر ذي طفيتين"، وظاهره اتحادهما، لكن

لا ينفي المغايرة، قاله في "الفتح" (?).

وقال ابن عبد البرّ -رحمه الله-: يقال: إن ذا الطفيتين حَنَش يكون على ظهره

خطّان أبيضان، ويقال: إن الأبتر الأفعى، وقيل: إنه حَنَش أبتر، كأنه مقطوع

الذَّنَب، وقال النضر بن شُميل: الأبتر من الحيات صنف أزرق، مقطوع

الذنب، لا تنظر إليه حامل إلا ألقت ما في بطنها، والله أعلم. انتهى (?).

(فَإنَّهُمَا)؛ أي: ذا الطفيتين، والأبتر (يَسْتَسْقِطَانِ الْحَبَلَ) بفتح الحاء

المهملة، والباء الموحدة، وهو الجنين، وفي رواية: "فإنه يُسقط الولد"، وفي

حديث عائشة: "ويُصيب الحبَل"، وفي رواية أخرى عنها: "ويُذهب الحبل"،

والكل بمعنى واحد (?). (وَيَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ")؛ أي: يطمسه، ويُذهبه. (قَالَ) سالم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015