ماتت بعد عليّ - رضي الله عنهم -. ("مَا لِي) "ما" استفهاميّة؛ أي: أيّ شيء ثبت، وقوله:
(أَرَى) جملة حاليّة، (أَجْسَامَ بَني أَخِي)؛ يعني: جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -، أراد
الأخوّة الإسلاميّة، لا أخوّة النسب، فهو صحابيّ مشهور، وابن عمه أبي
طالب، حال كونها (ضَارِعَةً) بالضاد المعجمة؛ أي: ضعيفةً نحيفة، وأصل
الضراعة الخضوع، والتذلّل، قاله القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -، وقال ابن الأثير - رَحِمَهُ اللهُ -:
الضارع: النحيف الضاوي الجسمِ، يقال: ضَرَعَ يَضْرَعُ، فهو ضارعٌ، وضَرَعُ
با لتحريك. انتهى (?).
وقال في "القاموس"، و"شرحه": وضَرَعَ إليه، ويُثَلَّثُ ضَرَعًا محركةً،
وضَرَاعَةً: خَضَعَ، وذَلَّ، واسْتَكَانَ، أو كفرحَ، ومَنَعَ: تَذَلَّلَ، فهو ضارعٌ،
وضَرِعٌ، ككتِفٍ، وضَرُوعٌ، وضَرَعَةٌ، محركةً، وككَرُمَ: ضَعُفَ، فهو ضَرَعٌ،
محركةً، من قومٍ ضَرَعٍ محركةً أيضًا، ومُهْرٌ ضَرَعٌ محركةً: لَمْ يَقْوَ على العَدْوِ،
والضَّارعُ، والضَّرَعُ مُحَرَّكَةً: الصَّغير من كلِّ شيءٍ، أَو الصَّغير السِّنِّ، وقِيلَ: هو
الضَّعيفُ النَّحيفُ الضَّاوي الجِسم، ومنهُ الحَديثُ: أَنَّ النَبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأَى ولَدَي
جَعفَرٍ الطَّيَّارِ - رضي الله عنه -، فقال: "مَا لِي أَراهُما ضارِعَيْن؟ " قال: والضَّرعُ ككَتِفٍ:
الضَّعيفُ الجِسمِ النَحيف، وقد ضَرعَ، كفَرِحَ. انتهى (?).
وقوله: (تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ؟ ") بتقدير همزة الاستفهام؛ أي: أتصيبهم
الحاجة؛ ؛ أي: الجوع ونحوه. (قَالَتْ) أسماء (لَا)؛ أي: ليست بهم حاجة،
(وَلَكِنِ الْعَيْنُ)؛ أي: إصابة عين الناس بالأذى (تُسْرعُ إِلَيْهِمْ) فضَرعت أجسامهم
بسبب هذا. (قَالَ) - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ("ارْقِيهِمْ")؛ أي: عوّذيهم (قَالَتْ) أسماء - رضي الله عنها - (فَعَرَضْتُ)
بفتح الراء، من ضرب، يقال: عَرَضْتُ الشيءَ عَرْضًا، من باب ضَرَبَ،
فَأَعْرَضَ هو، بالألف؛ أي: أظهرته، وأبرزته، فظهر هو، وبَرَزَ، والمطاوع من
النوادر التي تَعَدَّى ثلاثيُّها، وقَصَرَ رباعيها، عكسُ المتعارف، قاله
الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ - (?). (عَلَيْهِ)؛ أي: على النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفي رواية أحمد: قالت: لا،