ولكن تسرع إليهم العين، أفنرقيهم؟ قال: "وبماذا؟ "، فعَرَضت عليه، فقال:
"ارقيهم" (?)، وفي رواية البيهقيّ: "ولكن العين تُسرع إليهم، أفأرقيهم" قال:
"وبماذا؟ "، فعرضت عليه كلامًا لا بأس به، فقال: "نعم ارقيهم" (?).
(فقَالَ: "ارْقيهِمْ")؛ أي لأنه رُقية شرعيّة، وليس من رُقَى الجاهليّة
المشتملة على الشركيّات.
وفي رواية ابن عبد البرّ في "التمهيد": "أن أسماء بنت عميس قالت: يا
رسول الله إن بني جعفر تصيبهم العين، أفأسترقي لهم؟ قال: "نعم، لو كان
شيء سابق القدر لسبقته العين". انتهى (?)، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث جابر بن عبد الله في هذا من أفراد
المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [6/ 5714] (2198)، و (أحمد) في "مسنده" (3/
333)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (24/ 142)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (9/
348)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان أن العين حقّ، يُتأذى بها، وأن الرقي تنفع منها، إذا
قدَّر الله ذلك، فالشفاء بيده - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -، لا شريك له، وسبيل الرُّقَى سبيل سائر العلاج
والطبّ.
2 - (ومنها): بيان أن الرُّقَى مما يُستدفع به أنواع من البلاء، إذا أَذِن الله
في ذلك، وقَضَى به.
3 - (ومنها): بيان أن العين تُسرع إلى قوم فوق إسراعها إلى آخرين،
وأنها تؤثّر في الإنسان بقضاء الله تعالى وقدره، وتَضرّ به في أشياء كثيرة قد