وضَعَتْها بعد طهرها لَمْ يفسد، وكذا تدخل البستان، فتضرّ بكثير من الغروس

من غير أن تمسها يدها.

ومن ذلك أن الصحيح قد ينظر إلى العين الرمداء فَيَرْمد، ويتثاءب واحد

بحضرته، فيتثاءب هو، أشار إلى ذلك ابن بطال. انتهى (?).

(وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ) يَحْتَمِل أن يكون "سابق" فعلًا ماضيًا،

و"القدر" مفعوله، وَيحْتَمِل أن يكون اسم فاعل، مضافًا إلـ "القدر"، والله

تعالى أعلم.

وقوله: (سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ) جواب "لو"، قال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هذا إغياء في

تحقيق إصابة العين، ومبالغة فيه، يجري مجرى المَثَل؛ لا أنه يمكن أن يرُدّ

القدر شيءٌ، فإن القدر عبارة عن سابق علم الله تعالي، ونفوذ مشيئته، ولا رادّ

لأمره، ولا مُعقّب لحكمه، وإنما هذا خرج مخرج قولهم: لأطلُبنّك، ولو تحت

الثري، أو: ولو صَعِدت إلى السماء، ونحوه، مما يجري هذا المجري، وهو

كثير. انتهى (?).

(وَإِذَا استُغْسِلْتُمْ) بالبناء للمفعول؛ أي: طُلب منكم غسل الأعضاء لأجل

علاج من أصابته العين، (فَاغْسِلُوا") أعضاءكم، قال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هذا خطاب

لمن يُتَّهم بأنه عائن، فيجب عليه ذلك، ويُقضى عليه به إذا طُلب منه ذلك،

لا سيّما إذا خيف على المعين الهلاك. انتهى (?).

وقد نقل البيهقيّ وغيره كيفيّة الغسل عن الزهريّ، فقال البيهقيّ بعد

إخراجه الحديث: قال ابن شهاب: الغسل الذي أدركنا علمائنا يصفونه، أن

يُؤتَى الرجل الذي يَعِين صاحبه بالقدح، فيه الماء، فيُمسك له مرفوعًا من

الأرض، فيُدخل الذي يَعين صاحبه يده اليمنى في الماء، فيصبّ على وجهه

صبّةً واحدةً في القدح، ثم يدخل يده، فيمضمض، ثم يمجه، ثم يدخل يده

اليسري، فيغترف من الماء، فيصبه في الماء، فيغسل يده اليمنى إلى المرفق

بيده اليسرى صبّةً واحدةً في القدح، ثم يُدخل يديه جميعًا في الماء صبّةً واحدةً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015