8 - (ابْنُ عَبَّاسٍ) عبد الله الحبر البحر - رضي الله عنهما - تقدم في "الإيمان" 6/ 124.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد: أنه من سُداسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وله
فيه ثلاثة من الشيوخ، قَرَن بينهم؛ لاتفاق كيفيّة أخذه عنهم، وهو السماع من
لفظهم مع غيره، ثم فرّق بينهم؛ لاختلاف كيفيّة أخذهم عن شيخهم مسلم بن
إبراهيم، فالدارميّ أخذه سماعًا بقراءة غيره عليه، فلذا قال: "أخبرنا"،
والآخران أخذاه سماعًا من لفظه، ولذا قالا: "حَدَّثَنَا"، وإلى هذه القاعدة أشار
السيوطيّ في "ألفيّة الأثر"، حيث قال:
وَاسْتَحْسَنُوا لِمُفْرَدٍ "حَدَّثَنِي" ... وَقَارِئٍ بِنَفْسِةِ "أَخْبَرَنِي"
وَإِنْ يُحَدِّثْ جُمْلَةً "حَدَّثَنَا" ... وَإِنْ سَمِعْتَ قَارِئًا "أَخْبَرَنَا"
وفيه رواية الابن عن أبيه، وفيه ابن عبّاس - رضي الله عنهما - حبر الأمة، وبحرها،
وترجمان القرآن، وأحد العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة، ومن المشهورين
بالفتوي، وآخر من مات من الصحابة - رضي الله عنهم - بالطائف،
شرح الحديث:
(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما - (عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) أنه (قَالَ: "الْعَيْنُ حَقٌّ) قال في
"الفتح" عند قوله: "بابُ رقية العين": أي: رقية الذي يصاب بالعين، تقول:
عِنتُ الرجلَ: أصبته بعَيْنك، فهو مَعِين، ومعيون، ورجل عائن، ومعيان،
وعَيُون، والعين: نَظَرٌ باستحسان مشوب بحسمد من خبيث الطبع، يحصل
للمنظور منه ضرر.
وقد وقع عند أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، رفعه: "العينُ
حقٌّ، ويحضرها الشيطان، وحسد ابن آدم".
وقد أشكل ذلك على بعض الناس، فقال: كيف تعمل العين من بُعْد،
حتى يحصل الضرر للمعيون؟
والجواب: أن طبائع الناس تختلف، فقد يكون ذلك من سُمّ يَصِل من
عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون. وقد نُقل عن بعض من كان مِعيانًا أنه
قال: إذا رأيت شيئًا يُعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني.
ويقرب ذلك بالمرأة الحائض، تضع يدها في إناء اللبن، فيفسد، ولو