شيئًا، وكذا فيما حَدَّث به بالبصرة، من كبار [7] (ت 154) وهو ابن ثمان

وخمسين سنة (ع) تقدم في "المقدمة" 4/ 18.

4 - (هَمَّامُ بْنُ مُنَبِّهِ) بن كامل الصنعانيّ، أبو عُتبة، أخو وهب، ثقةٌ [4]

(ت 132) على الصحيح (ع) تقدم في "الإيمان" 26/ 213.

5 - (أَبُو هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -، تقدّم في "المقدمة" 2/ 4.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد: أنه من خماسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهَ -، وأنه

مسلسلٌ باليمنيين، سوى شيخه، فنيسابوريّ، وقد دخل اليمن للأخذ عن أهلها،

وفيه أبو هريرة - رضي الله عنه - أحفظ من روى الحديث في دهره، يقال: روى (5374)

حديثًا.

شرح الحديث:

(عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ) بصيغة اسم الفاعل المضعّف، أنه (قَالَ: هَذَا) إشارة

إلى ما في الصحيفة المشهورة، صحيفة همّام بن منبّه، فيها نحو (138) حديثًا،

فاسم الإشارة مبتدأ، خبره قوله: (مَا) اسم موصول؛ أي: الذي (حَدَّثَنَا) صلة

الموصول، والعائد محذوف؛ لكونه فضلة، وهذا الحذف كثير، كما قال ابن

مالك - رَحِمَهُ اللهُ - في "الخلاصة":

...................... ... وَالْحَذْفُ عِنْدَهُمْ كَثِيرٌ مُنْجَلِي

في عَائِدٍ مُتَّصِل إِنْ انْتَصَبْ ... بِفِعْل اوْ وَصْفٍ كـ"مَنْ نَرْجُو يَهَبْ"

(أَبُو هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه - (عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَ) أبو هريرة - رضي الله عنه -، ويَحْتَمِل أن

يكون الفاعل ضمير همّام؛ أي: ذكر همّام في تلك الصحيفة (أَحَادِيثَ) منصوب

على المفعوليّة لـ"ذَكَرَ"، وقوله: (مِنْهَا) متعلّق بمقدّر، خبر لقوله: (وَقَالَ

رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) مبتدأ مؤخّر محكيّ؛ لِقَصْد لفظه، "الْعَيْنُ حَقٌّ") مبتدأ وخبره،

مقول"قال"، ومعناه: أن الإصابة بالعين ثابتةٌ موجودةٌ، ولها تأثير في النفوس،

وأنكر طائفة من الطبائعيين العين، وأنه لا شيء إلَّا ما تدركه الحواس الخمس،

وما عداها فلا حقيقة له، والحديث يردّ عليهم، قاله في "العمدة" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015