أُكِل لحمُه فعُراقٌ، أو كِلاهُما لكِلَيْهِما. انتهى (?).

(فَدَخَلَتْ)؛ أي: في بيت عائشة - رضي الله عنها - (فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي

خَرَجْتُ)؛ أي: لقضاء حاجتي، (فَقَالَ لِي عُمَرُ) - رضي الله عنه - (كَذَا وَكَذَا) كناية عن

قوله: "ألا عرفناك يا سودة"، وقوله: "يا سودة والله ما تخفين علينا، فانظري

كيف تخرجين؟ " (قَالَتْ) عائشة - رضي الله عنها - (فَأُوحِيَ إِلَيْهِ) بالبناء للمفعول؛ أي:

أوحى، الله - عَزَّوَجلَّ - إليه - صلى الله عليه وسلم - (ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ) بالبناء للمفعول أيضاً؛ أي: أقلع عن

النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الوحي، (وَإِنَّ الْعَرْقَ فِى يَدِهِ) جملة حاليّة، وقولها: (مَما وَضَعَهُ) مؤكّد

للجملة قبله؛ أي: ما وضع - صلى الله عليه وسلم - الْعَرْق من يده على الأرض، (فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - مبيّناً

لِمَا أوحي إليه في ذلك الوقت ("إِنَّهُ) الضمير للشأن، وهو ضمير تفسّره الجملة

بعده، كما قال ابن مالك - رَحِمَهُ اللهُ - في "الكافية الشافية":

وَمُضْمَرُ الشَّأْنِ ضَمِيرٌ فُسِّرَا ... بِجُمْلَةٍ كَـ"إِنَّهُ زَيْدٌ قَرَا"

لِلابْتِدَا أَوْ نَاسِخَاتِهِ انْتَسَبْ ... إِذَا أَتَى مُرْتَفِعاً أَوِ انْتَصَبْ

وَإِنْ يَكُنْ مَرْفُوعَ فِعْلٍ اسْتَتَرْ ... حَتْماً وَإِلا فَتَرَاهُ قَدْ ظَهَرْ

فِي بَابِ "إِنَّ" اسْماً كَثِيراً يُحْذَفُ ... كَـ"إِنَّ مَنْ يَجْهَلْ يَسَلْ مَنْ يَعْرِفُ"

وَجَائِزٌ تَأْنِيثُهُ مَتْلُوَّ مَا ... أُنِّثَ أَوْ شَبِيهَ أُنْثَى أَفْهَمَا

وَقَبْلَ مَا أُنِّثَ عُمْدَةً فَشَا ... تَأْنِيثُهُ كَـ"إِنَّهَا هِنْدٌ رَشَا"

(قَدْ أُذِنَ) بالبناء للمفعول؛ أي: أذِنَ الله تعالى، وقال في "العمدة":

قوله: "قد أُذِن" مقول القول، وهو على صيغة المجهول، والآذن هو الله

تعالى، وبُني الفعل على صيغة المجهول؛ للعلم بالفاعل (?). (لَكُنَّ) أيتها

الأزواج الطاهرات (أَنْ تَخْرُجْنَ) بفتح أوله، وضمّ ثالثه؛ أي: في خروجكنّ من

بيوتكنّ، قال في "العمدة": أصله: بأن تخرجن، و"أن" مصدرية، والتقدير:

بخروجكنّ (?). (لِحَاجَتِكُنَّ")؛ أي: لقضاء حاجتكنّ من البول، ونحوه، وهو

متعلّق بـ"تخرُجن".

وقال الداوديّ: قوله: "قد أُذِن أن تخرجن" دالّ على أنه لم يُرَدْ هنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015