حجاب البيوت، فإن ذلك وجه آخر، إنما أراد أن يستترن بالجلباب، حتى لا

يبدوَ منهنّ إلا العين. انتهى (?).

وقال في "الفتح" ما خلاصته: خرجت سودة - رضي الله عنها - بعدما ضُرِب الحجاب

لحاجتها، وكانت عظيمة الجسم، فرآها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فقال: يا

سودة، أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين، فرجعت، فشكت

ذلك للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو يتعشى، فأوحي إليه، فقال: "إنه قد أُذِن لكنّ أن تخرجن

لحاجتكن" (?).

وقوله: (وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ)؛ يعني: ابن أبي شيبة شيخه الأول، فالجارّ

والمجرور خبر مقدّم، وقوله: (يَفْرَعُ النِّسَاءَ جِسْمُهَا) مبتدأ مؤخّر محكيّ؛ لِقَصْد

لفظه: يعني: أن أبا بكر قال: "يفرع النساء جسمها"، بدل قول أبي كريب:

"تفرع النساء جسماً"، فعلى رواية أبي بكر: "النساءَ" منصوب على المفعوليّة،

و"جسمُها" مرفوع على الفاعليّة، وعلى رواية أبي كريب: "النساءُ" مرفوع على

الفاعليّة، و"جسماً" منصوب على التمييز، والله تعالى أعلم.

وقوله: (زَادَ أَبُو بَكْرٍ)؛ أي: ابن أبي شيبة (فِي حَدِيثِهِ)؛ أي: في روايته

لهذا الحديث، فقوله: "زاد أبو بكر" فعل وفاعل، وقوله: (فَقَالَ هِشَامٌ: يَعْني:

الْبَرَازَ) منصوب على أنه مفعول به لـ"زاد"، محكيّ؛ لقصد لفظه، وقوله:

"يَعْنِي: الْبَرَازَ" مقول "قال هشام"، وفاعل "يعني" ضمير النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ يعني:

النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "لحاجتكنّ" البرازَ، وانتصاب "البراز" على المفعوليّة لـ"يعني".

ووقع عند البخاريّ بلفظ: "تعني: البراز"، فالضمير يرجع إلى

عائشة - رضي الله عنها -؛ أي: تقصد عائشة - رضي الله عنها - بقولها: "تخرجن في حاجتكن" البرازَ؛

أي: الخروج إلى البراز، وانتصابه بقوله: "تعني"، أفاده في "العمدة" (?).

وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "قال هشام: يعني: البراز" هكذا المشهور في

الرواية: "البراز" بفتح الباء، وهو الموضع الواسع البارز الظاهر، وقد قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015