قال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: و"انكفأت" صوابه بالهمزة بمعنى انقلبت، وانصرفت،
يقال: كفأتُ القومَ كَفئاً: إذا أرادوا وجهاً، فصرفتهم إلى غيره، فانكفؤوا،
ووقع لبعض الرواة: "انكفت" - بحذف الهمزة والألف - وكأنه لمّا سُهِّلت
الهمزة بقيت الألف ساكنة، فلقيها ساكن فحُذفت. انتهى (?).
وقولها: (رَاجِعَةً) حال مؤكّدة لـ"انكفأت"، كما قال في "الخلاصة":
وَعَامِلُ الْحَالِ بِهَا قَدْ أُكِّدَا ... فِي نَحْوِ"لَا تَعْثُ فِي الأَرْضِ مُفْسِدَاً"
وقولها: (وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِي) جملة حاليّة، وكذا الجملتان بعده،
(وَإِئهُ لَيَتَعَشَّى)؛ أي: يأكل العَشاء - بالفتح والمدّ - وهو الطعام الذي يؤكل
وقت العِشاء - بالكسر -، وهو أول ظلام الليل، (وَفِي يَدِهِ) - صلى الله عليه وسلم - (عَرْقٌ) - بفتح
العين المهملة، وسكون الراء -: العظم الذي عليه اللحم، يقال: اعتَرَقتُ
العظم، وتعرَّقته: إذا تتبعت ما عليه من اللحم، والْعُرَاق بالضمّ: العظم الذي
لا لحم عليه، أفاده القرطبيّ (?).
وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: الْعَرْق- بفتح العين، وإسكان الراء - هو العظم الذي
عليه بقية لحم، هذا هو المشهور، وقيل: هو القذرة من اللحم، وهو شاذّ
ضعيف. انتهى (?).
وقال ابن الأثير - رَحِمَهُ اللهُ -: الْعَرْقُ بالسكون: العظم إذا أُخِذ عنه مُعظم
اللحم، وجمعه عُراقٌ - أي: بالضمّ - وهو جمع نادرٌ، يقال: عَرَقتُ العظمَ،
واعترقته، وتعرّقته: إذا أخذت عنه اللحم بأسنانك. انتهى (?).
وقال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: العَرْقُ بالفتح، والعُراقُ، كغُراب: العَظْم الذي أُكِل
لحْمُه (?)، جَمْعه كتاب، وغُراب، وهو نادرٌ، أو العَرْق: العظْم بلَحْمِه، فإذا