يَشْتَكِي، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ، فَقُبِضَ الصَّبِيُّ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ: مَا فَعَلَ
ابْنِي؟ ، قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هُوَ أَسْكَنُ مِمَّا كَانَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ الْعَشَاءَ، فَتَعَشَّى، ثُمَّ
أَصَابَ مِنْهَا، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَتْ: وَارُوا الصَّبِيَّ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَى
رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: "أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ
لَهُمَا"، فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْمِلْهُ حَتَّى تَأْتِيَ بِهِ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَأَتَى
بِهِ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، وَبَعَثَتْ مَعَهُ بِتَمَرَاتٍ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: "أَمَعَهُ شَيْءٌ؟ "،
قَالُوا: نَعَمْ، تَمَرَاتٌ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَمَضَغَهَا، ثُمَّ أَخَذَهَا مِنْ فِيهِ، فَجَعَلَهَا فِي
فِي الصَّبِيِّ، ثُمَّ حَنَّكَهُ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ) السلميّ مولاهم، أبو خالد الواسطيّ، ثقةٌ متقنٌ
عابدٌ [9] (ت 206) وقد قارب التسعين (ع) تقدم في "المقدمة" 6/ 45.
2 - (ابْنُ عَوْنٍ) هو: عبد الله بن عون بن أرطبان، أبو عون البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ
فاضلٌ [5] (ت 150) على الصحيح (ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ 1 ص 303.
3 - (ابْنُ سِيرِينَ) هو: أنس بن سيرين الأنصاريّ، أبو موسى، وقيل:
أبو حمزة، وقيل: أبو عبد الله البصريّ، أبو محمد، ثقةٌ [3] (ت 118) وقيل:
(120) (ع) تقدم في "المساجد ومواضع الصلاة" 47/ 1494.
وقيل: (ابن سيرين) هنا هو: محمد بن سيرين، والصواب الأول، كما
يأتي قريبًا.
والباقيان ذُكرا في الباب، وقبله.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خماسيّات المصنّف رحمه الله، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه
أنس -رضي الله عنه-، تقدّم القول فيه في الحديث الماضي.
شرح الحديث:
(عَنِ ابْنِ سِيرِينَ) تقدّم أن الصواب هنا هو أنس بن سيرين، لا محمد بن