سيرين كما ذهب إليه بعض الشرّاح (?)، قال النوويّ في "شرحه": قوله: "عن
ابن سيرين" هكذا وقع في مسلم: "ابن سيرين" مهملًا، وفي رواية البخاريّ هذا
الحديث: "عن أنس بن سيرين". انتهى (?).
والحاصل أن المهمل هنا هو أنس لا محمد، كما بيّنه الحافظ المزّيّ رحمه الله
في "تحفته"، فإنه أورد هذا الحديث من رواية يزيد بن هارون عن ابن عون في
ترجمة أنس بن سيرين، ولم يتعقّبه الحافظ في "نكته"، بل كتب ما يؤيّده (?)،
وأما رواية ابن أبي عديّ التي سبقت عند مسلم [29/ 5542] (2119)، وكذا
رواية حمّاد بن مسعدة، كما في السند الآتي بعد هذا الحديث- كلاهما عن
ابن عون- فهي عن محمد بن سيرين، كما صرّح به مسلم في الموضعين، وكذا
صرّح به المزيّ حيث أورد هاتين الروايتين في ترجمة محمد بن سيرين.
والحاصل أن الصحيح أن رواية يزيد بن هارون عن ابن عون، هي عن
أنس بن سيرين، وأما رواية ابن أبي عديّ، وحمّاد بن مسعدة كلاهما عن ابن
عون فهي عن محمد بن سيرين، والله تعالى أعلم.
(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) -رضي الله عنه- أنه (قَالَ: كَانَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ) زيد بن سهل بن
الأسود بن حرام الأنصاريّ النجّاريّ، مشهور بكنيته، من كبار الصحابة -رضي الله عنهم-،
شهِد بدرًا، وما بعدها، ومات سنة (34)، وقيل غير ذلك، تقدّمت ترجمته في
تقدم في "الحيض" 7/ 720.
[تنبيه]: الابن المذكور هو أبو عُمير الذي كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يمازحه، ويقول