وقال الخليليّ: ثقةٌ غير أن الحفاظ لم يرضوا حفظه، وقول ابن معين فيه: إنه
صويلح، إنما حكاه عنه إسحاق الكوسج، وأما عثمان الدارميّ فقال عن ابن
معين: صالح ثقةٌ، وقال ابن عديّ: لا بأس به في رواياته، صدوق، وقال ابن
سعد: خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن، فحبسه المنصور، ثم خلّاه،
وتُوُفّي بالمدينة سنة إحدى أو اثنتين وسبعين ومائة في خلافة هارون، وكان كثير
الحديث يُستضعف، وقال خليفة: مات سنة (171)، وقال ابن حبان: كان ممن
غَلَب عليه الصلاح، حتى غفل عن الضبط، فاستحقّ الترك، مات سنة (173)،
وقال ابن أبي الدنيا: كان يكنى أبا القاسم، فتركها، واكتنى أبا عبد الرَّحمن،
وأرَّخ وفاته مثل ابن سعد.
أخرج له المصنّف، والأربعة، وله في هذا الكتاب حديثان فقط، أحدهما
هذا برقم [1/ 5575] (2132) والثاني تقدّم في "كتاب الحدود" برقم [1/
4399] (1686).
والباقون تقدّموا قريبًا.
شرح الحديث:
(عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ) الْعُمَريّ (وَأَخِيهِ) الأصغر منه (عَبْدِ اللهِ) بن عمر
(سَمِعَهُ)؛ أي: سمع عبّاد بن عبّاد هذا الحديث (مِنْهُمَا)؛ أي: من الأخوين:
عبيد الله، وعبد الله، (سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ) حال كونهما (يُحَدِّثَانِ) به، قال
النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هذا صحيح لأنَّ عبيد الله ثقةٌ حافظ ضابطٌ مُجْمَع على الاحتجاج
به، وأما أخوه عبد الله فضعيف، لا يجوز الاحتجاج به، فإذا جمع بينهما
الراوي جاز، ووجب العمل بالحديث؛ اعتمادًا على عبيد الله. انتهى (?).
(عَنْ نَافِع) مولى ابن عمر (عَنِ ابْنِ عُمَرَ) بن الخطّاب - رضي الله عنهما - أنه (قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَحَبُّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللهِ عَبْدُ اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ") قال
النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: فيه التسمية بهذين الاسمين، وتفضيلهما على سائر ما يُسمّى به.
انتهى (?).