رؤوسهن، وجَمْعِ العقائص هناك، وتكثيرها بما تضفر به، حتى تميل إلى ناحية
من جانب الرأس، كما يميل السنام.
قال ابن دريد: ناقة ميلاء إذا مال سنامها إلى أحد شقيها، وقد يكون
معنى مائلات: منحطّات للرجال، مميلات لهم بما يبدين من زينتهن،
والصواب الموافق للغة ما جاءت به الرواية: مائلات، خلافًا لقول الكنانيّ:
صوابه: ماثلات، بمثلثة؛ أي: قائمات. انتهى ملخصًا (?).
(رُءُوسُهُن كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ (?) الْمَائِلَةِ)؛ أي: اللاتي يجعلن على رؤوسهنّ ما
يكبّرها، ويعظّمها، من الْخِرَق، والعصائب، والْخُمُر، حتى تصير تشبه العمائم،
وأسنمة الإبل، وهي جمع سنام، قال ابن العربيّ: وهذا كناية عن تكبير رأسها
بالخرق حتى يَظُنّ الرائي أنه كله شعر، وهو حرام، ولذلك قال: "فأعلموهنّ
- أي: أخبروهن - أنه لا تقبل لهنّ - ما دام ذلك - صلاة" (?)، وإن حُكم لها
بالصحة، كمن صلى في ثوب مغصوب (?)، بل أَولى؛ لأنَّ فاعل ذلك ارتكب
حرامًا واحدًا، وهو الغصب، وهنّ ارتكبن محمدّةَ محرّمات: التشبه بالرجال،
والإسراف، والإعجاب، وغيرها، وهذا من علامات نبوته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ إذ هو إخبار عن
غيب وقع، ودام، وفي رواية: "لا يدخلن الجَنَّة" قال القاضي: ومعناه: أنهن لا
يدخلنها، ولا يجدن ريحها حين يدخلها، ويجد ريحها العفائف المتورعات، لا
أنهن لا يدخلن أبدًا؛ لقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الخبر المارّ: "وإن زنى وإن سرق".