استعمال مثل هذه القُضة في وَصْل شعورهنّ بها، وقال في "العمدة": وأشار به

إلى قُصّة الشعر التي تناولها من يد حَرَسيّ، وبمثلها كانت النساء يوصلن

شعورهن. انتهى (?).

(وَيَقُولُ) - صلى الله عليه وسلم - ("إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ") فيه

إشارة إلى أن الوصل كان محرَّماً على بني إسرائيل، فعوقبوا باستعماله، وهلكوا

بسببه، وقوله: "حين اتخذ هذه" إشارة أيضاً إلى القُصّة المذكورة، وأراد به

الوصل، قاله في "العمدة" (?).

وقال عياض -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "إنما هلكت بنو إسرائيل ... إلخ" قيل: يَحْتَمِل

أنه كان محرَّماً عليهم، فعوقبوا باستعماله، وهلكوا بسببه، وقيل: يَحْتَمِل أن

الهلاك كان به وبغيره، مما ارتكبوه من المعاصي، فعند ظهور ذلك فيهم

هلكوا، وفيه معاقبة العامّة بظهور المنكر. انتهى (?).

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "إنما هلكت بنو إسرائيل ... إلخ" يظهر منه:

أن ذلك كان محرَّماً عليهم، وأن نساءهم ارتكبوا ذلك المحرَّم، فأقرَّهن على

ذلك رجالهم، فاستوجب الكل العقوبة بذلك، وبما ارتكبوه من العظائم.

انتهى (?).

وفي رواية معمر الآتية: لا إنما عُذّب بنو إسرائيل"، ووقع في رواية

سعيد بن المسيِّب الآتية: "إن رسول الله بلغه، فسماه الزور" وفي رواية قتادة،

عن سعيد الآتية أيضاً: "نَهَى عن الزور -وفي آخره- ألا وهذا الزور"، قال

قتادة: يعني ما تُكْثر به النساء أشعارهنّ من الْخِرَق.

وهذا الحديث حجة للجمهور في مَنْع وَصْل الشعر بشيء آخر، سواء كان

شعراً، أم لا، ويؤيده حديث جابر الماضي بلفظ: "زَجَرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن

تصل المرأة بشعرها شيئاً"، وقد تقدّم تمام البحث في هذا في المسألة الرابعة

في شرح حديث أسماء - رضي الله عنها -، فراجعه تستفد، وبالله تعالى التوفيق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015