وأما رواية أسامة بن زيد عن نافع، فلم أجد من ساقها، فليُنظر، والله
تعالى أعلم.
وبالسند المتصل إلى المؤلّف رَحِمَهُ اللهُ أوّل الكتاب قال:
[5523] (2158) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ
(ح) وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى -وَهُوَ الْقَطَّانُ- جَمِيعًا عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (ح)
وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ -وَاللَّفْظُ لَهُ- حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ
عُمَرَ، أَخْبَرَهُ أَن رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الصُّوَرَ، يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ").
رجاله هذه الأسانيد: تسعة:
1 - (عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ) الكوفيّ، تقدّم قريبًا.
2 - (يَحْيَى الْقَطَّانُ) ابن سعيد البصريّ الناقد، تقدّم أيضًا قريبًا.
3 - (ابْنُ نُمَيْرٍ) هو: محمد بن عبد الله بن نمير، الهمدنيّ الكوفيّ، تقدّم
أيضًا قريبًا.
4 - (أَبُوهُ) عبد الله بن نُمير الهمدانيّ الكوفيّ، تقدّم أيضًا قريبًا.
5 - (ابْنُ عُمَرَ) عبد الله -رضي الله عنهما-، تقدّم أيضًا قريبًا.
والباقون ذُكروا في الباب.
شرح الحديث:
(عَنْ نَافِعٍ) مولى ابن عمر (أَنَّ ابْنَ عُمَرَ) -رضي الله عنهما- (أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-
قَالَ: "الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الصُّوَرَ)، ولفظ البخاريّ: "إن الذين يصنعون هذه
الصور"، (يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ")؛ أي: صوّرتم،
فالخلق هنا بمعنى: التصوير، وأمَرَهم بذلك أمرَ تعجيز، ويستفاد منه صفة
تعذيب المصوِّر، وهو أن يُكَلَّف نفخ الروح في الصورة التي صوّرها، وهو
لا يقدر على ذلك، فيستمرّ تعذيبه، قاله في "الفتح" (?)، والله تعالى أعلم.