اللفظ: "إن الله تعالى لم يأمرنا بذلك"، وهذا يقتضي أنه ليس بواجب، ولا
مندوب، ولا يقتضي التحريم. انتهى (?)، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتصل الى المؤلّف رحمهُ اللهُ أوّل الكتاب قال:
[5509] ( ... ) - (حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا اِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ
عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ لنَا سِتْرٌ فِيهِ تِمْثَالُ طَائِرٍ، وَكَانَ الدَّاخِلُ إِذَا دَخَلَ اسْتَقْبَلَهُ، فَقَالَ
لِي رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "حَوِّلِي هَذَا، فَإِنِّي كُلَّمَا دَخَلْتُ، فَرَأَيْتُهُ ذَكَرْتُ الدُّنْيَا"، قَالَتْ:
وَكَانَتْ لنَا قَطِيفَةٌ، كلنَّا نَقُولُ: عَلَمُهَا حَرِيرٌ، فكُنَّا نَلْبَسُهَا).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1 - (إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) ابن عليّة، تقدّم قبل بابين.
2 - (دَاوُدُ) بن أبي هند دينار القُشيريّ مولاهم، أبو بكر، أو أبو محمد
البصريّ، ثقةٌ متقنٌ [5] (ت 140) أو قبلها (خت م 4) تقدم في "الإيمان" 27/ 221.
3 - (عَزْرَةُ) -بفتح العين المهملة، وسكون الزاي- ابن عبد الرحمن بن زُرارة
الْخُزاعيّ الكوفيّ الأعور، ثقةٌ [6] (م د ت س) تقدم في "اللعان" برقم (3746).
4 - (حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) الْحِميريّ البصريّ، ثقةٌ فقيهٌ [3] (ع) تقدم في
"شرح المقدمة" جـ 2 ص 491.
5 - (سَعْدُ بْنُ هِشَامِ) بن عامر الأنصاريّ المدنيّ، ثقةٌ [3] استُشهد بأرض
الهند (ع) تقدم في "صلاة المسافرين وقصرها" 15/ 1688.
والباقيان ذُكرا في الباب وقبله.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من سباعيات المصنف رحمهُ اللهُ، وأنه مسلسل بالبصريين غير شيخه،
فبغداديّ، وعزرة، فكوفيّ، والباقيان مدنيان، وأن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ،
وأن روايةَ داود بن أبي هند، عن عزرة من رواية الأكابر، عن الأصاغر؛ لأن
داود من الطبقة الخامسة؛ لأنه رأى أنس بن مالك -رضي الله عنه-، وعزرة من السادسة،
والله تعالى أعلم.