على غير الوجه المشروع لا مالية له، ولا حرمة، وأن من كسر شيئًا منها،

وأتلف تلك الصورة لم يلزمه ضمان. انتهى (?).

وقوله: (أَوْ قَطَعَهُ) "أو" هنا للشكّ من الراوي، (وَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- ("إِنَّ اللهَ لَمْ

يَأْمُرْنَا أَنْ نَكْسُوَ الْحِجَارَةَ، وَالطِّينَ")، وفي رواية أبي داود: "إن الله لم يأمرنا

فيما رزقنا أن نكسو الطين والحجارة".

قال القرطبيّ رحمهُ اللهُ: هذا يفهم منه كراهة ستر الحيطان بالستر؛ لأنَّ ذلك

من السَّرف، وفضول زهرة الدنيا؛ التي نهى الله تعالى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن يمد عينه

إليها بقوله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}

الآية [طه: 131]، ولذلك قال في الرواية الأخرى: "فإني كلما دخلت ذكرت

الدنيا"، وهذا الستر هو الذي كان يصلِّي إليه، وكانت صوره تَعْرَض (?) في

صلاته، كما قال البخاري: "فإنَّه لا تزال تصاويره تَعْرِض لي في صلاتي".

ويفيد مجموع هذه الروايات أن هتك هذا السِّتر إنما كان بعد تكرار

دخول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ورؤيته له، وصلاته إليه، فلما بُيِّن له حكمه امتنع مرَّة من

دخول البيت حتى هتكه، وقد فعل سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- نحو هذا لما تزوَّج

الكندية، جاء ليدخل بها، فوجد حيطان البيت قد سُترت، فلم يدخل، وقال

منكرًا لذلك: "أمحموم بيتكم! أم تحوَّلت الكعبة في كندة"، فأزيل كل ذلك،

ودعا ابنُ عمر أبا أيوب، فرأى ستراً على الجدار، فقال: ما هذا؟ فقال: غلبنا

عليه النساء، فقال: من كنتُ أخشى عليه، فلم أكن أخشى عليك، والله لا

أطعم لك طعامًا! فرجع. ذكره البخاريّ.

وقد أفاد حديث عائشة -رضي الله عنها- المنع من ستر حيطان البيوت، ومما يَجُرُّ إلى

المَيْل إلى زينة الدنيا، ومن اتخاذ الصور المرقومة، ومن الصلاة إلى ما يشغل

عنها. انتهى (?).

وأفاد في "الفتح" أنه احتجّ بهذا من منع ستر البيوت والجدران، وجزم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015