مستنده في ذلك أن سهل بن حنيف مات في خلافة عليّ، وعبيد الله لم يدرك

عليًّا، بل قال عليّ ابن المدينيّ: إنه لم يُدرِك زبد بن ثابت، ولا رآه، وزيد

مات بعد سهل بن حنيف بمدّة، ولكن روى الحديث المذكور محمد بن

إسحاق، عن أبي النضر، فذكر القصة لعثمان بن حُنيف، لا لسهل، أخرجه

الطبرانيّ، وعثمان تأخر بعد سهل بمدّة، وكذلك أبو طلحة، فلا يبعد أن يكون

عبيد الله أدركهما. انتهى كلام الحافظ رحمهُ اللهُ (?)، وهو بحث مفيدّ جدًّا، والله

تعالى أعلم.

(عَنْ أَبِي طَلْحَةَ) زيد بن سهل الأنصاريّ -رضي الله عنه- (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-) أنه (قَالَ:

"لَا) نافية، ولذا رُفع الفعل بعدها، (تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ) جمع مَلَك، وأصله

ملأك، على وزن مَفْعَل، نُقلت حركة الهمزة إلى اللام، وحُذفت الهمزة، فصار

مَلَكًا على وزن مَفَل، فلما جُمع رُدّ إلى الأصل، وقيل: أصله مَألَك فقُلب قلبًا

مكانيًّا، فصار ملأكًا على وزن معفل، فنُقلت حركة الهمزة إلى ما قبلها،

وحذفت فوزنه مَعَل، فلما جُمع ردّ إلى أصله، وهو مأخوذ من الأُلوكة، وهي

الرسالة، وقيل: من المَلْك بفتح الميم وسكون اللام، وهو الأخذ بقوّة، والتاء

إما للمبالغة، أو لتأنيث الجمع، فإذا حُذفت امتنع من الصرف لصيغة منتهى

الجموع (?).

وهم مخلوقون من النور، ففي "صحيح مسلم" عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خُلقت الملائكة من نور، وخُلق الجان من نار، وخلق آدم

مما وُصِفَ لكم"، وهم بالنسبة إلى ما هيأهم الله له أقسام: فمنهم حملة

العرش، ومنهم الكروبيّون الذين هم حول العرش، وهم أشراف الملائكة مع

حملة العرش، وهم الملائكة المقرَّبون، ومنهم جبريل، وميكائيل، ومنهم سكان

السماوات السبع يَعْمُرونها عبادة ليلًا ونهارًا، فمنهم الراكع دائمًا، والقائم

دائمًا، والساجد دائمًا، ومنهم المتعاقبون زمرة بعد زمرة إلى البيت المعمور،

كل يوم سبعون ألفًا لا يعودون إليه آخرُ ما عليهم، ومنهم المُوْكَلون بالجِنان،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015