عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كلْبٌ، وَلَا
صُورَةٌ").
رجال هذا الإسناد: تسعة:
1 - (عُبَيْدُ اللهِ) بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الْهُذليّ، أبو عبد الله
المدنيّ، ثقةٌ ثبتٌ فقيهٌ [3] (ت 94) (ع) تقدم في "المقدمة" 3/ 14.
2 - (أَبُو طَلْحَةَ) زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاريّ النجّاريّ،
مشهور بكنيته، من كبار الصحابة، شَهِد بدرًا، وما بعدها، ومات سنة (34)
وقيل غير ذلك (ع) تقدم في "الحيض" 7/ 720.
والباقون ذُكروا في الباب، وفي الباب الماضي.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من سُداسيّات المصنّف رحمهُ اللهُ، وفيه رواية صحابيّ، عن صحابيّ،
وتابعيّ عن تابعيّ، وفيه ابن عبّاس أحد العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة،
وفيه عبيد الله بن عبد الله أحد الفقهاء السبعة.
شرح الحديث:
(عَنْ عُبَيْدِ اللهِ) وفي رواية الإسماعيليّ من طريق أبي صالح كاتب الليث:
"حدّثنا الليث، حدّثني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عبيد الله، سمع ابن
عبّاس، سمعت أبا طلحة ... "، فصرّح الزهريّ، فمن فوقه بالتحديث،
والسماع. (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) هكذا في هذه الرواية، قال في "الفتح": ووقع في
رواية الأوزاعيّ عن الزهريّ، عن عبيد الله، عن أبي طلحة، لم يذكر ابن عباس
بينهما، ورجّح الدارقطنيّ رواية من أثبته، وقد أخرجه مالك في "الموطأ" عن
أبي النضر، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أنه دخل على أبي طلحة يعوده،
فذكر قصة، وفيها المتن المذكور، وزاد فيه استثناء الرقم في الثوب، كما تقدّم
البحث فيه، فلعل عبيد الله سمعه من ابن عباس، عن أبي طلحة، ثم لقي أبا
طلحة لمّا دخل يعوده، فسمعه منه، ويؤيد ذلك زيادة القصة في رواية أبي
النضر، لكن قال ابن عبد البر: الحديث لعبيد الله، عن ابن عباس، عن أبي
طلحة، فإن عبيد الله لم يدرك أبا طلحة، ولا سهل بن حُنيف، كذا قال، وكأن