قال الجامع عفا الله تعالى عنه: إن هذا غير صحيح، بل الحقّ أنه حرام،

كما يأتي تحقيقه في المسألة التالية - إن شاء الله تعالى -.

ثم ذكر القرطبيّ من كان يصبغ بالسواد، كما سيأتي ذكرهم، ثم قال: ولا

أدري عذر هؤلاء عن حديث أبي قحافة ما هو؟ ، فأقلّ درجاته الكراهة، كما

ذهب إليه مالك. انتهى (?).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: سيأتي أنه يُعتذر لهم بأنه لم يبلغهم

النهي. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث جابر - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-.

[تنبيه]: أشار بعضهم إلى الطعن في إسناد هذا الحديث بأن فيه عنعنة أبي

الزبير، وهو مدلّس.

والجواب عن هذا أن أبا الزبير لم ينفرد به، بل تابعه عليه أبو رجاء

العطارديّ- وهو مخضرم ثقةٌ- عن جابر - رضي الله عنه -، فقد أخرجه الطبراني في

"الكبير"، قال:

(8328) - حدّثنا خلف بن عمرو العكبرفي، ثنا الحسن بن الربيع

الْبُورانيّ، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمئ، عن مَطَر بن طَهْمان الورّاق،

يكنى بابي رجاء، عن أبي رجاء الْعُطارقي، عن جابر بن عبد الله قال: جيء

بأبي قحافة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورأسه ولحيته كأنهما ثُغامة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"اذهبوا به إلى بعض نسائه يغيّرنه"، قال: فذهبوا به، فحَمَّروها. انتهى (?).

وله شاهد من حديث أنس - رضي الله عنه -، أخرجه الضياء في "المختارة" بسند

صحيح، قال:

(2585) - أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلانيّ

بأصبهان، أن أبا عليّ الحسن بن أحمد الحداد أخبرهم، وهو حاضر، أنبأ أبو

نعيم أحمد بن عبد الله، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015