يعترض عليه، ولم يمتنع، فقد يكون للمضيف عذر، أو غرض في ذلك، لا

يمكنه إظهاره، فتَلْحقه المشقة بمخالفة الأضياف، كما جرى في قصة أبي

بكر - رضي الله عنه -. انتهى (?).

(قَالَ) عبد الرَّحمن (فَذَهَبْتُ أنا، فَاخْتَبَأْتُ)؛ يعني: أنه اختفى خوفًا من

خصام أبي بكر له، وتغيّظه عليه، وشَتْمه إياه، وفي رواية الْجُريريّ عند

البخاريّ: "فعرفت أنه يَجِد عليّ - أي: يغضب - فلما جاء تغيَّبت عنه، فقال:

يا عبد الرَّحمن، فسكتّ، ثم قال: يا عبد الرَّحمن، فسكتّ".

(وَقَالَ: يَا غُنْثَرُ) - بضم الغين المعجمة، وسكون النون، وفتح الثاء

المثلّثة - هذه الرواية المشهورة، وحُكِي ضمّ المثلّثة، وحَكَى عياض عن بعض

شيوخه فتح أوله، مع فتح المثلّثة، وحكاه الخطابيّ بلفظ: "عَنْتَرُ" بلفظ اسم

الشاعر المشهور، وهو بالمهملة، والمثناة المفتوحتين، بينهما النون الساكنة.

ورُوي عن أبي عمر، عن ثعلب أن معناه الذباب، وأنه سُمِّي بذلك؛

لصوته، فشبّهه به حيث أراد تحقيره، وتصغيره.

وقال غيره: معنى الرواية المشهورة: الثقيل الوَخْمُ (?)، وقيل: الجاهل،

وقيل: السفيه، وقيل: اللئيم، وهو مأخوذ من الغثر، ونونه زائدة، وقيل: هو

ذباب أزرق، شبّهه به لتحقيره، كما تقدم، قاله في "الفتح" (?).

وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: وقوله: "يا غنثر" بغين معجمة مضمومة، ثم نون

ساكنة، ثم ثاء مثلثة مفتوحة، ومضمومة، لغتان، هذه هي الرواية المشهورة في

ضبطه، قالوا: وهو الثقيل الوَخْم، وقيل؛ هو الجاهل، مأخوذ من الغَثَارة،

بفتح الغين المعجمة، وهي الجهل، والنون فيه زائدة، وقيل: هو السفيه،

وقيل: هو ذباب أزرق، وقيل: هو اللئيم، مأخوذ من الغثر، وهو اللؤم،

وحَكَى القاضي عن بعض الشيوخ أنه قال: إنما هو غنثر بفتح الغين والثاء،

ورواه الخطابيّ، وطائفة: عنتر بعين مهملة، وتاء مثناة مفتوحتين، قالوا: وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015