قيّدناه مبنيًا لِمَا لم يُسَمّ فاعله، وقد وجدناه في بعض النسخ: "أَلْقَيتُ" مبنيًا
للفاعل؛ أي: أَلْقَيت نفسي إلى الأرض من شدَّة الضحك، ولما رأى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -
منه ذلك كَرِه ذلك، وقال له: "إحدى سوآتك يا مقداد"؛ أي: هذه الحالة حالة
سيئة من جملة حالاتك التي تسوء، منكِرًا لذلك؛ لأن كثرة الضحك يميت
القلب، كما قاله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذرّ - رضي الله عنه - (?)، فلما أخبره المقداد بما جرى له، وبما
أجاب الله من دعوته قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذه إلا رحمة من الله"، معترفًا
بفضل الله تعالى، وشاكرًا لنعمته، ومقرًّا بمنّته، فله الحمد أوّلًا وآخرًا، وباطنًا
وظاهرًا. انتهى (?).
قال النوويّ -رحمه الله-: قوله: "فلما عَلِمتُ أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قد رَوِي" إلى قوله: