وقوله: (وَذَكَرَ اللُّقْمَةَ) فاعل "ذَكَرَ" ضمير محمد بن فضيل.
وقوله: (نَحْوَ حَدِيثِهِمَا)؛ أي: رَوَى محمد بن فُضيل عن الأعمش نحو
حديث جرير، وأبي معاوية عنه.
[تنبيه]: رواية محمد بن فُضيل عن الأعمش ساقها أبو عوانة - رَحِمَهُ اللهَ - في
"مسنده" مقرونًا بأبي معاوية، فقال:
(8287) - حدثنا عليّ بن حرب، قال: ثنا أبو معاوية، ومحمد بن
فضيل، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: قال النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا
سقطت لقمة أحدكم فليأخذها، فلْيُمِطْ ما بها، وليأكلها، ولا يدعها للشيطان".
انتهى (?).
وأما رواية محمد بن فُضيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، وأبي سفيان
كلاهما عن جابر - رضي الله عنه - فلم أجد من ساقها، فليُنظر، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلِّف - رَحِمَهُ اللهَ - أوّل الكتاب قال:
[5292] (2534) -) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ
الْعَبْدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِت، عَنْ أَنَسٍ،
أَن رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا لَعِقَ أَصَابعَهُ الثَّلَاثَ، قَالَ: وَقَالَ: "إِذَا
سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الأَذَي، وَلْيَأْكُلْهًا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ"، وَأَمَرَنَا
أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ، قَالَ: "فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمُ الْبَرَكَةُ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ) بن ميمون، ذُكر في الباب.
2 - (أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ الْعَبْدِيُّ) هو: محمد بن أحمد بن نافع البصريّ،
تقدّم قريبًا.
3 - (بَهْزُ) بن أسد الْعَميّ، أبو الأسود البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ [9] مات بعد
المائتين، وقيل: قبلها (ع) تقدم في "الإيمان" 3/ 112.
4 - (حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ) بن دينار، أبو سلمة البصريّ، تقدَّم قريبًا.