وهو رواية الجمهور، وأجاز أبو عبيد كسر الراء، وهو مأخوذ من العرض؛

أي: تجعل العُود عليه بالعرض، والمعنى: هلّا تغطيه بغطاء، فإن لَمْ تفعل فلا

أقلّ من أن تَعرْض عليه شيئًا (?)، قال الحافظ: وأظن السرّ في الاكتفاء بعَرْض

العود أنّ تعاطي التغطية، أو العرض يقترن بالتسمية، فيكون العرض علامةً على

التسمية، فتمتنع الشياطين من الدنو منه. انتهى (?).

وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: المشهور في ضبطه "تعرُض" بفتح التاء، وضم الراء،

وهكذا قاله الأصمعيّ، والجمهور، ورواه أبو عبيد بكسر الراء، والصحيح

الأول، ومعناه: تَمُدّه عليه عَرْضًا؛ أي: خلاف الطول، وهذا عند عدم ما

يغطيه به، كما ذكره في الرواية بعده: "إن لَمْ يجد أحدكم إلَّا أن يَعْرض على

إنائه عُودًا، ويذكر اسم الله فليفعل"، فهذا ظاهر في أنه إنما يُقتصَر على العود

عند عدم ما يغطيه به، وذكر العلماء للأمر بالتغطية فوائد، منها: الفائدتان

اللتان وردتا في هذه الأحاديث، وهما: صيانته من الشيطان، فإن الشيطان لا

يَكْشِف غطاء، ولا يَحُلّ سقاء، وصيانته من الوباء الذي ينزل في ليلة من

السَّنَة، والفائدة الثالثة: صيانته من النجاسة، والمقذَّرات، والرابعة: صيانته من

الحشرات، والهوامّ، فربما وقع شيء منها فيه، فشَربه، وهو غافل، أو في

الليل، فيتضرر به، والله أعلم. انتهى (?).

وقوله: (عُودًا) بضمّ العين، وسكون الواو: الخشب، جمعه عِيدانٌ،

وأَعْواد، قاله المجد (?).

قال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: المراد بعرض العود: أن يُجْعَل العُود معروضًا على

فم الإناء، ولا بدَّ من ذِكر الله تعالى عند هذه الأفعال كُلِّها، كما جاء في

الحديث الآخر بعد هذا، فيذكر الله تعالي، وببركة اسمه تعالى تندفع المفاسد،

ويحصل تمام المصالح، فمطلق هذه الكلمات مردود إلى مُقَيَّدِها. انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015