رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَةِ، إِلَّا أَنْ

يَتُوبَ").

رجال هذا الإسناد: ستة:

وكلّهم ذُكروا في الباب، وقبله، و"ابن نُمير" هو: محمد بن عبد الله بن

نُمير الهمدانيّ الكوفيّ.

وقوله: ("مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ... إلخ) قال النوويّ رحمه الله: معناه:

أنه يُحرم شربها في الجنة، وإن دخلها، فإنها من فاخر شراب الجنة، فيُمنعها

هذا العاصي بشربها في الدنيا، قيل: إنه يَنْسَى شهوتها؛ لأن الجنة فيها كل ما

يُشتَهَى، وقيل: لا يشتهيها، وإن ذَكَرها، ويكون هذا نَقْصُ نعيم في حقه تمييزًا

بينه وبين تارك شُرْبها، وفي هذا الحديث دليل على أن التوبة تكفّر المعاصي

الكبائر، وهو مجمَع عليه، واختَلَف متكلمو أهل السُّنَّة في أن تكفيرها قطعيّ،

أو ظنيّ، وهو الأقوى، والله أعلم. انتهى (?).

قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "وهو الأقوى" تقدّم قريبًا ترجيح القول

بأن قبول التوبة قطعيّ بأدلّته، فلا تنس، وبالله تعالى التوفيق.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:

[5214] ( ... ) - (وَحَدَّثنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثنَا هِشَامٌ- يَعْنِى: ابْنَ سُلَيْمَانَ

الْمَخْزُومِيَ- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،

عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- بِمِثْلِ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللهِ).

رجال هذا الإسناد: ستة:

1 - (ابْنُ أَبِي عُمَرَ) هو: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ، ثم

المكيّ، تقدّم في الباب الماضي.

2 - (هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُومِىُّ) المكيّ، صدوقٌ [8] (خت م ق)

تقدم في "الحج" 23/ 2989.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015