(فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي) لا يُعرف اسمه (?)، وفي رواية ة "فأتاهم آتٍ، فقال: إن
الخمر حرّمت "، وفي رواية للبخاريّ: "فجاءهم آت"، قال الحافظ: لم أقف
على اسمه، ووقع في رواية حميد، عن أنس عند أحمد بعد قوله: "أسقيهم":
"حتى كاد الشراب يأخذ فيهم"، ولابن مردويه: داحتى أسرعت فيهم"، ولابن
أبي عاصم: "حتى مالت رؤوسهم، فدخل داخل"، وفي رواية عند البخاريّ
أيضًا: "فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مناديًا، فنادى"، وفي رواية عنده: "إذ جاء رجل،
فقال: هل بلغكم الخبر؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: قد حُرِّمت الخمر".
قال في "الفتح": وهذا الرجل يَحْتَمِل أن يكون هو المنادي، وَيحْتَمِل أن
يكون غيره، سمع المنادي، فدخل إليهم، فأخبرهم.
وقد أخرج ابن مردويه، من طريق بكر بن عبد الله، عن أنس: "قال: لَمّا
حُرِّمت الخمر، وحلف على أناس (?) من أصحابي، وهي بين أيديهم، فضربتها
برجلي، وقلت: نزل تحريم الخمر"، فَيَحْتَمِل أن يكون أنس خرج، فاستخبر
الرجل، لكن أخرجه من وجه آخر أن الرجل قام على الباب، فذكر لهم
تحريمها، ومن وجه آخر: "أتانا فلان من عند نبيّنا، فقال: قد حُرِّمت الخمر،
قلنا: ما تقول؟ فقال: سمعته من النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الساعةَ، ومن عنده أتيتكم".
انتهى (?).
(فَقَالَ) أبو طلحة لأنس (اخْرُجْ) من البيت (فَانْظُرْ) وفي رواية: "فقال أبو
طلحة: اخرج، فانظر ما هذا الصوت؟ "، (فَخَرَجْتُ، فَإِذَا) هي الفجائيّة؛ أي:
ففاجأني (مُنَادٍ) هو منادي النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أمره بذلك، (يُنَمادِي: ألَا) أداة استفتاح
وتنبيه، (إِن الْخَمْرَ) بكسر همزة "إن الوقوعها في الابتداء، كما قال في
"الخلاصة":
فَاكْسِرْفِي الابْتِدَا وَفِي بَدْءِ صِلَهْ ... وَحَيْثُ "إِنَّ "لِيَمِينٍ مُكْمِلَهْ
(قَدْ حُرِّمَتْ) بالبناء للمفعول؛ أي: نزل تحريمها.