عُمومتي، أسقيهم من فضيخ لهم"، وفي الرواية الرابعة: "كنت قائمًا على الحيّ
أسقيهم"، وفي الرواية الخامسة: "كنت أسقي أبا طلحة، وأبا دُجانة، ومعاذ بن
جبل في رهط من الأنصار"، وفي الرواية السادسة: "إني لأسقي أبا طلحة،
وأبا دُجانة، وسُهيل بن بيضاء من مزأدة فيها خليط بُسْر وتمر"، وفي الرواية
السابعة: "كنت أسقي أبا عُبيدة بن الجرّاح، وأبا طلحة، وأُبيّ بن كعب شرابًا
من فضيخ وتمر". (يَوْمَ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ) ببناء الفعل للمفعول، والظرف متعلّق
بـ "كنت"، أوب "ساقي"، وكذا قوله: (في بَيْتِ أَبِى طلْحَةَ) وهو زيد بن سهل بن
الأسود بن حرام الأنصاريّ النجّاري -رضي الله عنه-، تقدّمت ترجمته قريبًا. (وَمَا
شَرَابُهُمْ)؛ أي: شراب الصحابة الذين سقاهم أنس، وغيرهم (إِلَّا الْفَضِيخُ) -
بفتح الفاء، وكسر الضاد المعجمة، آخره خاء معجمة- بوزن عظيم: شراب
يُتّخذ من البُسر المفضوخ؛ أي: المكسور، ومراد أنس -رضي الله عنه- أن الفضيخ هو
محل الآية، فتناوُل الآية له أولى، وقوله: (الْبُسْرُ، وَالتَّمْرُ) بدل من الفضيخ،
وقال النوويّ: قال إبراهيم الحربئ: الْفَضِيخ أن يَفْضُخَ الْبُسْر، ويَصُبّ عليه
الماءَ، وَيتركه حتى يَغْلِيَ، وقال اْبو عُبيد: هو ما فُضِخ من الْبُسْر من غير أن
يمسّه نار، فإن كان معه تمر فهو خليط. انتهى (?).
وفي رواية للبخاريّ: "من فضيخ زَهْوٍ وتمرٍ"، فقال في "الفتح": قوله:
"من فَضِيخِ زَهْوٍ، وتمر" أما الفَضِيخ فهو بفاء، وضاد معجمتين، وزن
عظيم ة اسم للبسر إذا شُدِخ، ونُبِذ، وأما الزَّهْوُ فبفتح الزاي، وسكون الهاء،
بعدها واو، وهو البُسر الذي يَحْمَرّ، أو يَصْفَرّ قبل أن يترطّب، وقد يُطلق
الفضيخ على خليط البسر والرطب، كما يُطلق على خليط البسر والتمر،
وكما يُطلق على البسر وحده، وعلى التمر وحده، وسيأتي عند مسلم من
طريق قتادة، عن أنس: "أسقيهم من مَزادة، فيها خليط بسر وتمر"، وعند
أحمد من طريق قتادة، عن أنس: "وما خمرهم يومئذ إلا البسر والتمر
مخلوطين " (?).