والله تعالى أعلم بالصوأب، ؤإليه المرجع والمآب.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:
[5123] (1985) - (حَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنَا
حَمَّادٌ- يَعْنِي: ابْنَ زيدٍ - أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ؛ كُنْتُ سَاقِيَ
الْقَوْمِ يَوْمَ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ فِي بَيْتِ أَبِي طَلْحَةَ، وَمَا شَرَابُهُمْ إِلَّا الْفَضِيخُ، الْبُسْرُ،
وَالتَّمْرُ، فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي، فَقَالَ: اخْرُجْ، فَانْظُرْ، فَخَرَجْتُ، فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي: أَلا إِنَّ
الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، قَالَ: فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: اخْرُجْ،
فَأَهْرِقْهَا، فَهَرَقْتُهَا، فَقَالُوا، أَوْ قَالَ بَعْضُهُمْ: قُتِلَ فُلَان، قُتِلَ فُلَانٌ، وَهِيَ فِي بُطُونِهِمْ
- قَالَ: فَلَا أَدْرِي هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ - فَأَنزَلَ اللهُ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [المائدة: 93]).
رجال هذا الإسناد: أربعة:
1 - (أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ) تقدّم قريبًا.
2 - (حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ) تقدّم أيضًا قريبًا.
3 - (ثَابِتُ) بن أسلم الْبُنانيّ البصريّ، أبو محمد البصريّ، ثقةٌ عابدٌ [4]
مات سنة بضع و (120) وله (86) سنةً (ع) تقدم في "المقدمة" 6/ 80.
4 - (أنسُ بْنُ مَالِكٍ) الصحابيّ الشهير -رضي الله عنه-، تقدّم قريبًا.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من رباعيّات المصنّف رحمه الله، كالأسانيد الثلاثة التالية، وهو (367)
من رباعيّات الكتاب، وهو مسلسلٌ بالبصريين، وفيه ثابت لزم أنسًا -رضي الله عنه- أربعين
سنةً، وفيه أنس بن مالك -رضي الله عنه- الخادم الشهير، وأحد المكثرين السبعة، وآخر
من مات من الصحابة بالبصرة، مات سنة (2 أو 93) وقد جاوز المائة.
شرح الحديث:
(عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ) -رضي الله عنه- أنه (قَالَ: كنْتُ سَاقِيَ الْقَوْم) وفي
الرواية التالية: "إني لقائم أسقيها أبا طلحة، وأبا أيّوب، ورجالًا من أصَحاب
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتنا"، وفي الرواية الثالثة: "إني لقائم على الحيّ، على