(فَبَيْنَا أنا أَجْمَعُ لِشَارِفَيِّ مَتَاعًا) بالفتح في اللغة: كلّ ما يُنتفع به،
كالطعام، والبزّ، وأثاث البيت، وأصل المتاع: ما يُتبلّغ به من الزاد، وهو اسم
مِنْ مَتَّعته بالتثقيل: إذا أعطيته ذلك، والجمع أمتعة، قاله الفيّوميّ (?).
والمراد هنا ما بيّنه بقوله: (مِنَ الأقتَابِ) بالفتح: جمع قَتَب بفتحتين، وهو
الإكاف، أو الإكاف الصغير على قدر سنام البعير (?)، وقال القرطبيّ: الأقتاب:
جمع قَتَب، وهو أداة الرَّحْل (?). (وَالْغَرَائِرِ) بالغين المعجمة، وبالراء المكرّرة:
ظرف التِّبْن ونحوه، وهو جمع غِرَارة، قال الجوهريّ: أظنه مُعَرَّبًا. انتهى (?).
(وَالْحِبَالِ) با لكسر: جمع حَبْل، وهو معروف، وقوله: (وَشَارِفَايَ مُنَاخَانِ)
مبتدأ وخبره، والجملة في محلّ نصب على الحال، وقوله: "مناخان "؛ أي:
مبروكان.
وقال النوويّ رحمه الله: قوله: "وشارفاي مناخان " هكذا في معظم النسخ:
"مناخان"، وفي بعضها: "مناختان " بزيادة التاء، وكذلك اختُلِف فيه نسخ
البخاريّ، وهما صحيحان، فأَنّث باعتبار المعنى، وذَكَّر باعتبار اللفظ.
انتهى (?).
وُيروَى: "مناختان " فالتذكير باعتبار لفظ شارف، والتأنيث باعتبار
معنا (?).
(إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلِ مِنَ الأنْصَارِ، وَجَمَعْتُ حِينَ جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ)؛
أي: من الأقتاب، والغرائر، والحبال.
وقال النوويّ: قوله: "وجمعت حين جمعت ما جمعت ... إلخ " هكذا
في بعض نُسخ بلادنا، ونقله القاضي عن أكثر نُسخهم، وسقطت لفظة:
"وجمعت " التي عقب قوله: "رجل من الأنصار" من أكثر نسخ بلادنا، ووقع في
بعض النسخ: "حتى جمعت" مكان: "حين جمعت". انتهى (?).