أن الخمس كان مشروعًا حينئذ. (فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنيَ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم -)
من الابتناء، وهو الدخول بالزوجة، وكذلك البناء، وقد ذكرنا أن أصل ذلك أن
الرجل كان إذا أراد تزوُّج امرأة بنى عليها قبة؛ ليدخل بها فيها، فيقال: بنى
الرجل على أهله. (وَاعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا مِنْ بَني قَيْنُقَاعَ) - بفتح القافين، وضمّ
النون، وفتحها، وكسرها، منصرفًا، وغير منصرف، قال الكرمانيّ-: هم قبيلة
من اليهود، وقال الصاغانيّ: هم حيّ من اليهود، وقال العينئ: هو مركّب من
قَيْن الذي هو الحدّاد، وقاع اسم أُطُم من اطام المدينة. انتهى (?).
(يَرْتَحِلُ مَعِي، فَنَأْتِي بِإِذْخِرِ) - بكسر الهمزة-: حشيشةٌ طيبة الرائحة،
يُسَقَّف بها البيوت فوق الخشب، َ وهمزته زائدة، وقد مر في "كتاب الحجّ " (?).
(أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ مِنَ الصَّوَّاغِينَ) جمع صوّاغ، وهو الذي يصوغ الذهب والفضّة،
وهو للمبالغة.
وقال النوويّ رحمه الله: قوله: "أن أبيعه من الصوّاغين " هكذا هو في جميع
نُسخ مسلم، وفي بعض الأبواب من البخاريّ: "من الصواغين"، ففيه دليل
لصحة استعمال الفقهاء في قولهم: بعت منه ثوبًا، وزوجت منه، ووهبت منه
جارية، وشِبه ذلك، والفصيح حَذْف "مِنْ"، فإن الفعل متعدّ بنفسه، ولكن
استعمال "من " في هذا صحيح، وقد كثُر ذلك في كلام العرب، وقد جمعت
من ذلك نظائر كثيرة في "تهذيب اللغات"، في حرف الميم مع النون، وتكون
"مِنْ " زائدة، على مذهب الأخفش، ومَنْ وافقه في زيادتها في الواجب. انتهى
كلام النوويّ رحمه الله في"شرحه " (?).
(فَأَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي) هو: طعام الزِّفَاف، وقيل: اسم لكل
طعام، والعِرس بالكسر امرأة الرجل، وبالضم طعام الوليمة، ويجوز هنا أن
يكون بضمّ العين، فتكون الإضافة للبيان؛ أي: وليمة هي الْعُرْس، ويجوز أن
يكون بالكسر، فتكون الإضافة بمعنى اللام؛ أي: وليمة لعِرْسي؛ أي:
لزوجتي، والله تعالى أعلم.