الخَصْر من الجِلْدَةِ الرَّقيقَةِ الطَّفْطِفَة. انتهى (?).
(ثُمَّ أَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا) بفتح الهمزة: جمع كَبِد، وهي من الأمعاء
معروفة، وهي أنثى، وقال الفرّاء: تُذكّر، وتؤنّث، ويجوز التخفيف بكسر
الكاف، وسكون الباء، وُيجمع قليلاً على كُبُود (?).
قال ابن جُريج: (قُلْتُ لِابْنِ شِهَاب: وَمِنَ السَّنَامِ؟ )؛ أي: وأخذ أيضاً من
سنامهما؟ ، وهو ما على ظهر البعير، (قَالَ) ابن شهاب (قَدْ جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا)؛
أي: قَطَعهما (فَذَهَبَ بِهَا)؛ أي: أخذ أسنمتهما مع الأكباد.
(قَالَ ابْنُ شِهَابٍ) بالإسناد السابق (قَالَ عَلِيٌّ) - رضي الله عنه - (فَنَظَرْتُ إِلَى مَنْظَرٍ
أَفْظَعَنِي) - بفاء وظاءً معجمة؛ أي: نزل بي أمر مُفظِعٌ؛ أي: مُخيف، مَهُول،
وذلك لتصوّره تأخر الابتناء بزوجته، بسبب فوات ما يُستعان به عليه، أو لخشية
أن يُنسَب في حقها إلى تقصير، لا لمجرد فوات الناقتين، قاله في "الفتح" (?).
(فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ) جملة حاليّة من "نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - "،
وهو زيد بن حارثة بن شَرَاحيل الكلبيّ، أبو أسامة، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصحابيّ
الجليل من أول الناس إسلاماً، استُشهِد يوم مؤتة في حياة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - سنة ثمان من
الهجرة، وهو ابن خمس وخمسين سنةً، تقدّمت ترجمته في "الجنائز" 10/ 2161.
(فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ)؛ أي: ما وقع له من اعتداء حمزة - رضي الله عنه - على شارفيه
(فَخَرَجَ) - صلى الله عليه وسلم - (وَمَعَهُ زَيْدٌ) جملة حاليّة، (وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ) - صلى الله عليه وسلم - (فَدَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ،
فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ)؛ أي: غضب عليه، قال الفيّوميّ - رحمه الله -: الغَيْظُ: الغضب المحيط
بالكبد، وهو أشدّ الْحَنَق، وفي التنزيل: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} [آل عمران: 119]،
وهو مصدر من غَاظَهُ الأمرُ، من باب سار، قال ابن الأعرابيّ - كما حكاه
الأزهريّ -: غَاظَهُ يَغِيظُهُ، وأَغَاظَهُ بالألف، واسم المفعول من الثلاثيّ مَغِيظٌ
قال [من الكامل]:
مَا كَانَ ضَرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ وَرُبَّمَا ... مَنَ الفَتَى وَهُوَ المَغِيظُ المُحَنَقُ