الحدّين، ومنار الحرَم: أعلامه التي ضربها الخليل عليه السلام على أقطاره، ونواحيه،
والميم زائدة. انتهى (?).
وقال القرطبيّ - رحمه الله -: منار الأرض: هي التُّخُوم، والحدود التي بها تتميّز
الأملاك، والمغيّر لها إن أضافها إلى مُلكه، فهو غاصبٌ، وإن لم يُضفها إلى
مُلكه، فهو متعدّ، ظالم، مفسدٌ لملك الغير، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "من غصب شبراً
من الأرض، طُوّقه يوم القيامة من سبع أرضين". وقد حَمَل أبو عُبيد هذا
الحديث على تغيير حدود الحرم، ولا معنى للتخصيص، بل هو عامّ في كلّ
الحدود، والتُّخُوم، والله تعالى أعلم. انتهى كلام القرطبيّ - رحمه الله - (?)، وهو بحث
نفيسٌ جدّاً، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - هذا من أفراد
المصنّف - رحمه الله -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا 8/ 5116 و 5117 و 5118، (1978)،
و(النسائيّ) في "الضحايا" (7/ 232) و"الكبرى" (3/ 67)، و (البخاريّ) في
"الأدب المفرد" (17)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (4/ 449)، و (أحمد) في
"مسنده" (1/ 118 و 152)، و (عبد الله بن أحمد) في "زوائد المسند" (1/
108)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (602)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"
(5896)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (5/ 75 - 76)، و (الطبريّ) في "تهذيب
الآثار" (3/ 170) و (البزّار) في "مسنده" (2/ 135)، و (الحاكم) في "مستدركه"
(4/ 153)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (6/ 99) و"شعب الإيمان" (6/ 189)،
و(البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (2788)، والله تعالى أعلم.