على الإسلام بإحداث بدعة، إذا حماه عن التعرّض له، والأخذ على يده؛ لِدَفْع
عادِيَته، قاله الطيبيّ - رحمه الله - (?).
وقوله أيضاً: (مُحْدِثاً) بكسر الدال، اسم فاعل مِنْ أحدث، والمراد: من
يأتي بالفساد في الأرض، قاله النوويّ. وقال القرطبيّ: يعني من أحدث ما
يخالف الشرع، من بدعة، أو معصية، أو ظلم، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "من أحدث في
أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردّ"، متّفقٌ عليه.
قال النوويّ نقلاً عن القاضي عياض عند قوله في "باب فضل المدينة" من
"صحيح مسلم": "من أحدث فيها حدثاً، أو آوى محدثاً" الحديث، ما حاصله:
ولم يُرو هذا الحرف إلا "محدثاً" بكسر الدال، ثم قال: وقال الإمام المازريّ:
رُوي بوجهين، كسرِ الدال، وفتحها، قال: فمن فتح أراد الإحداث نفسه، ومن
كسر أراد فاعل الحدث. انتهى (?).
وقال ابن الأثير - رحمه الله -: "الحدث": الأمر الحادث المنكَر الذي ليس
بمعتاد، ولا معروف في السُّنَّة، و"المحدث": يُروَى بكسر الدال، وفتحها،
على الفاعل، والمفعول، فمعنى الكسر: من نصر جانياً، أو آواه، وأجاره من
خصمه، وحال بينه وبين أن يُقتصّ منه، والفتح هو الأمر المبتدَع نفسه، ويكون
معنى الإيواء فيه: الرضا به، والصبر عليه، فإذا رَضي بالبدعة، وأقرّ فاعلها،
ولم يُنكرها عليه، فقد آواه. انتهى (?).
والرابعة ما أشار إليها بقوله: (وَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَرْضِ) - بفتح
الميم-؛ أي: علامات حدودها، قال التوربشتيّ - رحمه الله -: المنار: الْعَلَم، والحدّ
بين الأرضين، وذلك بأن يُسوّيه، أو يغيّره؛ ليستبيح بذلك ما ليس بحق من
مُلك، أو طريق. انتهى (?).
وقال ابن الأثير - رحمه الله -: المنار جمع منارة: وهي العلامة تُجعل بين