وقع في النسخة التي شرحها الأُبّيّ، والسَّنُوسيّ بلفظ: "كِتَابُ الإِمَامَةِ".
(اعلم): أن الإمارة، والإمامة بكسر الهمزة فيهما؛ لأن ما دلّ على ولاية، أو حرفة يكون مصدر على فِعَالَة بالكسر، كالإمارة، والإمامة، والولاية، وكالتجارة، والعطارة، والنجارة، كما أن ما دلّ على الخصال يأتي على فَعَالة بالفتح، كالنَّظافة، والظَّرافة، والغَبَاوة، والفَطَانة، كما قال ابن مالك في "لاميّة الأفعال":
فَعَالَةٌ لِخِصَالٍ وَالْفِعَالَةَ دَعْ ... لِحِرْفَةٍ أَوْ وِلَايَةٍ فَلَا تَهِلَا
فـ "الإِمارة" - بكسر الهمزة -: الوِلاية، يقال: أمر على القوم يَأُمُر، من باب نصر، فهو أميرٌ، والجمع: الأمراء، ويُعدّى بالتضعيف، فيقال: أَمَّرته تأميرًا: جعلته أميرًا (?).
و"الإمامة" - بالكسر أيضًا -: المراد بها هنا الخلافة، فهي كالإمارة، وقال الأُبيّ - رحمه الله -: الإمامة ولايةٌ عامّة في الدين والدنيا، توجب طاعة موصوفها في غير نهي، لا بمعجزة، فـ "عامّة" يُخرج القضاء ونحوه، و"لا معجزة" يُخرج النبوّة، واختُلف في حكمها، وفيه ما يأتي بعدُ. انتهى (?)، والله تعالى أعلم.
(?) - (بَابٌ: "النَّاسُ تبَعٌ لِقُرَيْشٍ"، وَالْخِلَافَةُ فِي قُرَيْشٍ)
قال الجامع عفا الله عنه: "قُرَيشٌ": تصغير قَرْش، وهو اسم للقبيلة المشهورة، قال في "الفتح": هم وَلَدُ النضر بن كنانة، وبذلك جزم أبو عبيدة، أخرجه ابن سعد، عن أبي بكر بن الجهم، ورَوَى عن هشام بن الكلبيّ، عن