النوويّ رحمهُ اللهُ: كذا في أكثر النسخ: "الذي"، وفي بعضها: "التي"، وهو أوجَهُ؛ لأن الإبل مؤنّثةٌ، وكذا أسماء الجموع من غير الآدميين، والأول صحيح أيضًا، وأعاد الضمير إلى الغنيمة، لا إلى لفظ الإبل. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "والأول صحيح أيضًا ... إلخ" لا يخفى ما فيه من التعسّف، فالصواب أن لفظ "التي" هو الصواب، كما قال صاحب "البهجة" (?)، فتأمل، والله تعالى أعلم.
(وَإِذَا هُوَ يَشْوِي) بفتح أوله، يقال: شويتُ اللحم أَشْويه شَيًّا، فانشوى، مثلُ كسرته، فانكسر، وهو مَشْويّ، وأصله مَفْعُولٌ، وأشويته بالألف لغةٌ، واشتويتُ على افتعلتُ، مثلُ شَوَيته، قالوا: ولا يقال في المطاوع: فاشتوى، على افتَعَلَ، فإن الافتعال فِعْلُ الفاعل، والشِّوَا فِعَالٌ، بمعنى مفعول، مثلُ كتاب، وبساطٍ، بمعنى مكتوب، ومبسوط، وله نظائر كثيرة، وأشويتُ القومَ بالألف: أَطعمتهم الشِّوَاء، قاله الفيّوميّ (?). (لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ كَبِدِهَا) "من" تبعيضيّة، أو بعض كبد تلك الناقة، و"الكبد" من الأمعاء معروف، وهي أنثى، وقال الفرّاء: تُذكَّرُ، وتؤنّثُ، ويجوز التخفيف بكسر الكاف، وسكون الباء، والجمع أكباد، وكُبُود قليلًا (?). (وَسَنَامِهَا)؛ أي: بعض سنامها، والسّنام للبعير كالأَلْيَة للغنم، والجمع أسنِمَةٌ، وسُنِمَ البعير، وأُسْنِمَ بالبناء للمفعول: عَظُمَ سَنامه، ومنهم من يقول: أَسْنَمَ بالبناء للفاعل (?). (قَالَ) سلمة (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ خَلِّنِي)؟ أي: اترُكني (فَأَنْتَخِبُ) يُروى بالنصب بـ "أن" مضمرة وجوبًا؛ لوقوعه بعد الفاء السببيّة، كما في "الخلاصة":
وَبَعْدَ جَوَابِ نَفْيٍ أَوْ طَلَبْ ... مَحْضيْنِ "أَنْ" وَسَتْرُهُ حَتْمٌ نَصبْ
ويُروى بالرفع، على أن الفاء لمجرّد العطف (?). (مِنَ الْقَوْمِ)؛ أي: من الصحابة - رضي الله عنهم -، (مِائَةَ رَجُلٍ، فَأَتَّبعُ الْقَوْمَ)؛ أي: المشركين (فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ