مُخْبِرٌ)؛ أي: أحد ممن يُخبر قومه في بلده بما جرى لهم من هلاك هؤلاء (إِلَّا قَتَلْتُهُ، قَالَ) سلمة (فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) تعجّبًا من شدّة بغضه للمشركين، ومحبته لظهور الإسلام في بقاع الأرض، (حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ) جمع ناجذ، وهو السنّ بين الضِّرْس والناب، قال ثعلبٌ: المراد: الأنياب، وقيل: الناجذ: آخر الأضراس، وهو ضِرْسُ الْحُلُم؛ لأنه يَنبُتُ بعد البلوغ، وكمالِ العقل، وقيل: الأضراس كلُّها نواجذ، قال في البارع: وتكون النواجذ للإنسان، والحافر، وهي من ذوات الْخُفّ: الأنياب (?).
ثم إن ظاهر السياق إرادة الزيادة على التبسم، ويُحْمَل ما ورد في صفته - صلى الله عليه وسلم - أن ضحكه كان تبسمًا على غالب أحواله، وقيل: كان لا يضحك إلا في أمر يتعلق بالآخرة، فإن كان في أمر الدنيا لم يَزِد على التبسم (?)، والأول أظهر، والله تعالى أعلم.
وقوله: (فِي ضَوْءِ النَّارِ) متعلّق بـ "بَدَتْ"، (فَقَالَ: "يا سَلَمَةُ، أَتُرَاكَ)؛ أي: أتظُنّك (كُنْتَ فَاعِلًا؟ )؟ أي: ما ذكرته لو أذِنت لك بذلك؟ (قُلْتُ: فَعَمْ، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("إِنَّهُمُ الآنَ لَيُقْرَوْنَ) بالبناء للمفعول؛ أي: ليُضافون، يقال: قَرَيتُ الضيف أَقريه، مِن رَمَى قِرًى بالكسر، والقصر: أضفته، والاسم: الْقَرَاءُ بالفتح، والمدّ (?). (فِي أَرْضِ غَطَفَانَ)؛ أي: عند قومهم؛ يعني: أنهم قد بلغوا بني غطفان، وهم يُقرونهم بتقديم طعام وغيره، وهذا من معجزات النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، حيث أخبر بما وقع لهم بعد غيابهم عنه - صلى الله عليه وسلم -، ووُجد واقعًا كما أخبر به - صلى الله عليه وسلم -. (قَالَ) سلمة (فَجَاءَ رَجُلٌ) لم يعرف اسمه، (مِنْ غَطَفَانَ، فَقَالَ: نَحَرَ لَهُمْ فُلَانٌ) قال صاحب "التنبيه": قيل: هو حبيب بن عيينة بن بدر الفزاريّ، كما وُجد بخط بعض الفضلاء. انتهى (?).