رَأْسِ قَرْنٍ) - بفتح القاف، وإسكان الراء -: هو كلّ جبل صغير، منقطع عن الجبل الكبير، قاله النوويّ (?)، وفي "اللسان": الْقَرْنُ: الْجُبيلُ المنفردُ، وقيل: هو قطعة تنفرد من الجبل، وقيل: هو الجبل الصغير، وقيل: الجبيل الصغير المنفرد، والجمع: قُرُون، وقِرانٌ، قال أبو ذُيب:

تَوَفَّى بِأَطْرَافِ الْقِرَانِ وَطَرْفِهَا ... كَطَرْفِ الْحُبَارَى أَخْطَأَتْهَا الأَجَادِلُ (?)

قال الجامع عفا الله عنه: ضَبْط القَرْن - بفتح، فسكون - هو الصواب الذي يقتضيه نصّ "اللسان"، و"القاموس"، و"شرحه"، وأما ما ذكره بعض الشرّاح (?) من ضَبْطه بفتحتين، فليس بصواب، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(قَالَ الْفَزَارِيُّ)؛ أي: الرجل الذي أتاهم، (مَا هَذَا الَّذِي أَرَى؟ )؛ أي: أيُّ شيء هذا الذي أراه جالسًا، فـ "ما" استفهاميّة، قيل: عبّر بهذا دون "مَنْ" تحقيرًا له. (قَالُوا: لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرْحَ) - بفتح الموحّدة، وإسكان الراء -؛ أي: الشدّة، (وَاللهِ مَا فَارَقَنَا مُنْذُ غَلَسٍ) - بفتحتين -: ظلام آخر الليل؛ أي: ما فارقنا من الليل، (يَرْمِينَا، حَتَّى انْتَزَعَ)؛ أي: حتى أخرج (كُلَّ شَيْءٍ فِيِ أَيْدِينَا، قَالَ) ذلك الفزاريّ (فَلْيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ أَرْبَعَةٌ) بدل من "نفرٌ". (قَالَ: فصَعِدَ) - بكسر العين المهملة - يقال: صَعِدَ في السُّلَّم، كسَمِعَ صُعُودًا، وصَعَّد بالتشديد في الجبل، وعليه تصعيدًا: رَقِيَ، ولم يُسمَع صَعِدَ فيه، قاله المجد (?).

قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "ولم يُسمع صَعِدَ فيه" فيه نظر، فقد أثبته الفيّوميّ بقلّة، ودونك عبارته: وصَعِدَ في السلّم، والدرجة يَصْعَدُ، من باب تَعِبَ صُعُودًا، وصَعِدتُ السطحَ، وإليه، وصَعَّدت في الجبل بالتثقيل: إذا عَلَوته، وصَعِدتُ في الجبل، من باب تَعِبَ لغةٌ قليلةٌ. انتهى (?).

(إِلَيَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ فِي الْجَبَل، قَالَ) سلمة (فَلَمَّا أَمْكَنُونِي مِنَ الْكَلَامِ)؛ أي: جعلوني قادرًا على إبلاغهم كلامي، وإسماعهم إياه، يقال: أمكنه من الشيء، ومكَنه: إذا جعله له عليه قدرة، ومعناه: فلما قربوا منّي بحيث صاروا يسمعون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015