فلحقت بهم، قاله بعض المحقّقين (?).

(حَتَّى أَلْقَوْا)؛ أي: طرحوا، ورموا (أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاِثينَ بُرْدَةً، وَثَلَاِثينَ رُمْحًا، يَسْتَخِفُّونَ)؛ أي: يطلبون بإلقائها الخفّة حتى يتمكّنوا من الفرار، (وَلَا يَطْرَحُونَ)؛ أي: يُلقون، ويرمون (شَيْئًا، إِلَّا جَعَلْتُ عَلَيْهِ آرامًا مِنَ الْحِجَارَةِ) بهمزة ممدودة، ثمّ راء مفتوحة: هي الأعلام، وهي حجارة تُجمع، وتُنصبُ في المفازة، يُهتدى بها، واحدها: إِرَمٌ، كعِنَبٍ وأعناب (?).

وقال ابن منظور رحمهُ اللهُ: الإِرَمُ، كعِنَبٍ: حجارة تُنصبُ عَلَمًا في المفازة، والجمع آرامٌ، وأُرُومٌ، مثلُ ضِلَعٍ، وأضلاعٍ، وضُلُوع، قال: وكان من عادة الجاهليّة أنهم إذا وجدوا شيئًا في طريقهم، ولا يُمكنهم استصحابه تركوا عليه حجارة يعرفونه بها، حتى إذا عادوا أخذوه. انتهى باختصار (?).

(يَعْرِفُهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ)؛ أي: يعرف تلك العلامات التي وضعها على تلك الأشياء التي طرحوها استخفافًا، (حَتَّى أَتَوْا مُتَضَايِقًا) يَحْتَمِل أن يكون بضمّ أوله، وكسر ثالثه، بصيغة اسم الفاعل، مِنْ يتضايق؛ كتَضَارَب، ويَحْتَمِل أن يكون بفتح ثالثه، بصيغة اسم المفعول على أنه مصدر ميميّ من تضايق أيضًا؛ أي: أتوا مكانًا ضيّقًا، أو ذا تضايقٍ، وقوله: (مِنْ ثَنِيَّةٍ) بيان لـ"متضايقًا"، وهو - بفتح الثاء المثلّثة، وكسر النون، وتشديد التحتانيّة -: الطريق في الجبل؛ أي: حتى أتوا طريقًا في الجبل متضايقًا، (فَإِذَا هُمْ قَدْ أَتَاهُمْ فُلَانُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ) "إذا" هنا للمفاجأة؛ أي: ففاجأهم إتيان فلان بن بدر من قبيلة فزارة، وفلان هذا قيل: هو حبيب بن عُيينة بن بدر الفزاريّ، قاله صاحب "التنبيه" (?). (فَجَلَسُوا يَتَضَحَّوْنَ) قال المجد رحمهُ اللهُ: وتضحَّى: أكل في الضحى، وضَحَّيته أنا تضحيةً: أطعمته فيها (?)، وهذا المعنى موافق لِمَا فسّر به بعض الرواة هنا بقوله: (يَعْني: يَتَغَدَّوْنَ)؛ أي: يأكلون غداءهم، وهو بالفتح، والمدّ: الطعام الذي يؤكل في الغداة؛ أي: وقت الضحوة. (قال) سلمة (وَجَلَسْتُ عَلَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015