رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِهِ) - بفتح السين، وسكون الراء -: المال الراعي، تسميةً بالمصدر، يقال: سَرَحَت الإبل سَرْحًا، من باب نَفَعَ، وسُرُوحًا أيضًا: رَعَت بنفسها، وسَرَحتُها يتعدّى، ولا يتعدَّى، وسرّحتها بالتثقيل مبالغة وتكثيرٌ (?).

وقال القرطبيّ: السَّرْحُ: الإبل التي تسرح في المرعى.

(قَالَ) سلمة (ثُمَّ قُمْتُ عَلَى أَكَمَةٍ) - بفتحات -: هي التّلّ، وقيل: شُرْفةٌ كالرابية، وهو ما اجتَمَعَ من الحجارة في مكان واحد، وربّما غَلُظَ، وربّما لم يَغْلُظ، والجمع أَكَمٌ، وأَكَمَاتٌ، مثلُ قَصَبةٍ وقَصَبٍ، وقَصَبَات، وجمع الأَكَمِ إِكَامٌ، مثلُ جَبَلٍ وجِبالٍ، وجمع الإِكَام أُكُمٌ بضمّتين، مثلُ كتاب وكُتُبٍ، وجمعُ الأُكُم آكامٌ، مثلُ عُنُقٍ وأَعْناق (?). (فَاسْتَقْبَلْتُ الْمَدِينَةَ)؛ أي: واجَهْتُها، (فَنَادَيْتُ ثَلَاثًا: يَا صَبَاحَاهْ) قال القرطبيّ رحمهُ اللهُ: هاؤها ساكنة، وهو يُشبه المنادى المندوب، وليس به، ومعناه هنا: الإعلام بهذا الأمر المهمّ الذي قد دَهَمَهُم في الصباح. انتهى (?).

(ثُمَّ خَرَجْتُ فِي آثَارِ الْقَوْم) بالمدِّ جمع أَثَرٍ بفتحتين، أو بكسر، فسكون، يقال: جئتُ في أَثَرِه، وإِثْرِه؛ أيَ: تبِعته عن قُرْبٍ (?)، وقوله: (أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ) جملة حاليّة، وتقدّم معنى النبل قريبًا، وقوله: (وَأَرْتَجزُ) عطفٌ على الجملة الحاليّة، ثم بيّن معنى ارتجازه بقوله: (أَقُولُ: أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ) قال القرطبيّ رحمهُ اللهُ: الْكَوَع: اعوجاج في اليدين، قيل: الكوع، والوكع في الرِّجْل أن تميل إبهامها على أصابعها، واسم الأكوع: سنان بن عبد الله بن بشير، وهو أبو سلمة، على ما ذَكره محمد بن سعد، وقيل: اسم أبي سلمة عمرو بن الأكوع، وهو جدّ سلمة، فنُسب إليه. انتهى (?).

(وَالْيَوْمَ يَوْمُ الرُّضَّعِ) قال القرطبيّ رحمهُ اللهُ: الرُّضع: جمع راضع، وهو اللئيم، وأصله: أن رجلًا كان يرضع الإبل، ولا يحلبها؛ لئلا يُسمَع صوت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015