أهل اللغة، والغريب، ومعناه: أن يورد الماشيةَ الماءَ، فتُسقَى قليلًا، ثم تُرسل في المرعى، ثم تَرِد الماء، فتَرِد قليلًا، ثم تَرِد إلى المرعى، قال الأزهريّ: أنكر ابن قتيبة على أبي عبيد، والأصمعيّ، كونهما جعلاه بالنون، وزعم أن الصواب بالباء، قال الأزهريّ: أخطأ ابن قتيبة، والصواب قول الأصمعيّ. انتهى (?).
(فَلَمَّا أَصْبَحْنَا)؛ أي: دخلنا في الصباح، وقوله: (إِذَا) هي الفجائيّة؛ أي: فاجأنا (عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْفَزَارِيُّ) هو عبد الرحمن بن عيينة بن حصن الفزاريّ، وللطبرانيّ عن سلمة قال: "خرجت بقوسي ونبلي، وكنت أرمي الصيد، فإذا عيينة بن حِصْن قد أغار على لقاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستاقها"، ولا تنافي؛ فإن كلًّا من عيينة، وعبد الرحمن بن عيينة كان في القوم، والله تعالى أعلم.
(قَدْ أَغَارَ) قال المجد: أغار على القوم غارةً، وإغارةً: دَفَعَ عليهم الخيل؛ كاستغار. (عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -)؛ أي: لقاحه التي كانت ترعى، (فَاسْتَاقَهُ)؛ أي: ساقه، فالسين والتاء زائدتان، وقوله: (أَجْمَعَ) من ألفاظ التوكيد المعنويّ، يأتي غالبًا بعد التوكيد بـ "كُلّه"، نحو: جاء الركبُ كلّه أجمع، وقد يأتي بلا "كُلّ"؛ كقوله: جاء الجيش أجمع، وكما في الحديث هنا، فإنه توكيد للمفعول في قوله: "فاستاقه"، وإلى هذا أشار في "الخلاصة" بقوله:
وَبَعْدَ "كُلٍّ" أَكَّدُوا بِـ "أجْمَعَا" ... "جَمْعَاءَ" "أجْمَعِينَ" ثُمَّ "جُمَعَا"
وَدُونَ "كُلٍّ" قَدْ يَجِيءُ "أجْمَعُ" ... "جَمْعَاءُ" "أجْمَعُونَ" ثُمَّ "جُمَعُ"
(وَقَتَلَ رَاعِيَهُ) لا يُعرف اسمه، وقول بعض الشرّاح: إنه يسار النوبيّ، فيه نظر، فإنه في قصّة العرنيين، لا في هذه الغزوة، فتنبّه.
وذكر ابن القيّم رحمهُ اللهُ أن الراعي رجل من عُسفان، وأنهم احتملوا امرأته، قال: قال عبد المؤمن بن خلف: وهو ابن أبي ذرّ، قال ابن القيّم: وهو غريب جدًّا. انتهى (?).
(قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ خُذْ هَذَا الْفَرَسَ، فَأَبْلِغْهُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ الله، وَأَخْبِرْ